للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

فلمَّا انْصَرَف النَّاسُ وشق القَبْر، وخَرَجَ منهُ النَّار وهو يُنَادِي: يا مُحِبّ، ما تُبْصِر ما أنا فيْهِ؟ قُلْتُ: ولِمَ يُفْعَل بك هذا؟ قال: لأخْذِ الذَّهَب على حَدِيْثِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم. ثُمّ حدَّث المُحِبُّ بمَنام رآه لابن طَبَرْزَد هو في تاريخ ابن العَدِيْم" (١).

عُمرُ بن يُوسُف بن أبي بَكْر، أبو حَفْص القَفْصِيُّ، المَعْرُوف بابنِ التِّبَسِّيِّ

" حَدَّثَني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: كان شَيْخًا حَسَنًا، دَمِثَ الأخْلَاق، طيِّب المُحاضَرة، أقامَ عندَنا بحَلَب سِنين عدَّة. وكانَ يَخْتلف إليها بعد ذلك.

ورَوَى لنا شَيئًا من شِعْرِ عَبْد المُنْعِم الجِلْيانيّ عنه، وأنْشَدنا مُقَطَّعات من الشِّعْرِ له ولغيرِه. وكان له مَعْرفةً بالحِكْمةِ والهَنْدَسة.

وأخْبَرني أنَّهُ وُلِدَ في العَشرِ الأوّل من ذي الحِجَّة سَنَة تسعٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائة، قال: وَجَدتهُ كذلك بخَطِّ والدِيّ، قال: وتوجَّه إلى بِلادِ الرُّوم بعدَ العِشْرينَ والسِّتِّمائة، فبَلَغَني بعدَ ذلكَ أنّه تُوفِّي بها.

وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ: [من الطويل]

وقَائلَة ما ليْ أراكَ مُغَيَّرا … أمِن فَرْطِ وَجْدٍ صَارَ لَوْنُكَ أصْفَرا

فَقُلْتُ كليْنِي يا هُنَيْدَةُ واعْلَمِي … فلَوْ أنَّ مَا بي بالجَلَامِدِ أثَّرَا

فقالَتْ: رَعاكَ اللّهُ هَلْ أنْتَ مُخْبِرٌ … بما هُوَ أو ما كانَ قدْمًا وما جَرَى


(١) سير أعلام النبلاء ٢٢: ١٠٦ - ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>