للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

بابٌ في مَدْحِ حَلَب

قال الصّنَوبَريُّ (١): [من مجزوء الرمل]

احْبسا العيْسَ احْبسَاها … وسَلا الدَّار سَلاها

واسْألا أين ظِباءُ الـ … ـدَّار أم أين مَهَاها

أين قُطَّانٌ مَحَاهُم … رَيْبُ دَهْرٍ ومَحَاهَا

صَمَّت الدَّارُ عن السَّا … ئِل لا صمّ صَداها

بَليَتْ بعْدَهُم الدَّا … رُ وأبْلَاني بَلاها

أيَّةً شَطَّتْ نَوَى الأظْـ … ـعان لا شَطَّت نَواها

من بُدُور من دُجَاها … وشُمُوس من ضُحَاها

ليسَ يَنْهى النَّفْس ناهِ … ما أطاعَت مَن عَصَاها

بأبي من عُرْسها سُخطي … ومن عرسي رِضَاها

دُمْيَةٌ إن حُلِّيَتْ كا … نت حُلَى الحُسْنِ حُلاها

دُميَةٌ ألْقَت إليها … ربّة الحُسْن دُماها

دُمْيةٌ تسقيك عَيْنَا … ها كما تسقي يَدَاها

أُعْطِيَتْ لَوْنًا من الوَرْ … دِ وَزِيدَتْ وَجْنتاهَا

حبَّذا البَاءات باءا … تُ قُوَيْقٍ ورُبَاها

بانَقُوسَاها بها با … هي المباهي حين باهَى

وبَبَاصَفْرا وبَابِـ … ـلَّا ربا مثلي وتاها


(١) ذكر ابن العديم هذه القصيدة وأحال عليها في الباب المذكور "باب في مدح حلب"، وأورد أبياتًا منها في أثناء الكلام على جبل بانقوسا (الجزء الأول)، قال: "ويدُلّ على ذلك وَصْف الصَّنَوْبَريّ حَلَب بكَثْرة السَّرْو كما في قَوله في القَصِيدَة الهائيَّة التي يأتي ذِكْرُها في باب مَدْح حَلَب إنْ شَاءَ اللهُ"، وقد استدركناها عن ديوان الصنوبري ٤٥٦ - ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>