للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا قال، فإنْ صَحَّ عن أبي العَلَاء بن سُلَيمان فلعَلَّهُ كان في أيَّام حَدَاثَته وصِبَاه، فإنّهُ كان بَعِيدًا من اللَّعب والهَزْل، وقد ذَكَرَ الثَّعالبِيّ هذه الحِكايَة في تَرْجَمَةِ أبي العَلَاء بن سُلَيمان، ويُحْتَمل أنْ يكُون آخر يُكْنَى أبا العَلَاء، واللَّهُ أعْلَمُ.

أبو الحَسَن الحَلَبِيُّ (١)

حَكَى عن السَّرِيّ الرَّفَّاء، رَوَى عنهُ أبو الحَسَن مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر الكَاتِب.

قَرَأتُ في كتاب المُفَاوَضَة (٢)، تألفُ مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر الكَاتِب بخَطِّهِ، وأنْبَأنَا به شَيْخُنا أبُو اليُمْن الكِنْديّ وغيرُه، عن أبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِيّ، عن أبي غَالِب بن بِشْرَان، قال: أَخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن عليّ بن نَصْر، قال: حَدّثَني أبو الحَسَن الحَلَبِيّ، وكان شَيْخًا يعرفُ أخْبَار سَيْف الدَّوْلَةِ، قال: كُنَّا مُجْتَمعين يَوْمًا في دِهْليز سَيْفِ الدّوْلَةِ، وجَمَاعَة من الشُّعَراءِ والشُّيُوخ المُتَقدِّمينَ؛ كأبي العبّاسِ النَّامِيّ، وأبي بَكْر الصَّنَوْبَريّ، ومن النَّشْءِ اللّاحِقين كأبي الفَرَج البَبَّغَاء، والخَالِديّيْن، والسَّرِيّ، فتَذَاكَرُوا الشِّعْر، وأُنْشِدَتْ قَصِيدَةُ المُتَنَبِيّ الّتي أوَّلُها (٣): [من الطويل]

فَديْناكَ من رَبْعٍ وإنْ زدْتَنا كَرَبا

فاسْتَحْسَن الجَمَاعَةُ قَوْله في إعْظَام الرَّبْع: [من الطويل]

نَزَلْنا عن الأكْوَارِ نَمْشِي كَرَامَةً … لمَنْ بانَ عنْهُ أَنْ نُلمَّ بهِ رَكْبَا


(١) من أهل القرن الرابع الهجري.
(٢) تقدم للصنف إدراج هذا الحكاية بنصها، والتي نقلها عن كتاب المفاوضة، في ترجمة السري الرفاء (الجزء التاسع).
(٣) ديوان أبي الطيب المتني بشرح العكبري ١: ٥٦، وعجز البيت: فإنَّك كنتَ الشَّرقَ للشّمس والغَرْبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>