للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برَامَهُرْمُز، قال: حَدَّثَنَا الحُسَين بن أبي طَالِب المِصِّيْصيُّ، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن هَارُون الدِّمَشقيّ يُنْشِدُ (١): [من الوافر]

لَمِحْبَرَةٌ تُجَالسُنِي نَهَارِي … أحَبُّ إليَّ من أُنْسِ الصَّدِيْقِ

ورِزْمَةُ كَاغَدٍ في البَيْت عنْدِي … أحَبُّ إليَّ من عِدْلِ الدَّقِيْقِ

ولَطْمَةُ عَالِمٍ في الخَدِّ منِّي … ألَذُّ لدَيَّ مِن شُرْبِ الرَّحِيْقِ

الحُسَين بن أبي عليّ، أبو عَبْد الله القَائِد الصِّقِلِّيّ (٢)

أدِيبٌ فَاضِلٌ شَاعِرٌ، سَافَرَ إلى العِرَاق، وعاد ومرَّ في طَرِيْقهِ بحَلَب، واجْتَمع بأبي العَلَاء أحْمَد بن عَبْد الله بن سُليَمان المَعَرِّيّ.

ذَكَرَهُ أبو القَاسِم عليّ بن جَعْفَر بن القَطَّاع السَّعْدِيّ في كتابهِ (٣)، فقال: الحُسَينُ بن أبي عليّ القَائِد، أبو عَبْد اللهِ الصِّقِلِّيّ، من أبناء قُوَّادِ السُّلْطان، وشُجْعَان الفُرْسَانِ، وكان مع ذلك من آدَب النَّاسِ وأظْرَفهم وأحْلَاهُم وألْطَفِهم، وسَافَرَ إلى العِرَاق (a)، واجْتَمع في رجُوعه بأبي العَلَاء المَعَرِّيّ بمَعَرَّة النُّعْمَان، وأنْشَدَهُ له أشْعَارًا في غايةِ الإحْسَان فأُعْجِبَ بها وأثْنَى عليه، فمن شِعْره قَوْلُه يَصِفُ العُوْدَ من أبياتٍ يقول فيها: [من الكامل]

ومَعَاهدٍ آنَسْنَني بأَوَانسٍ … يدنُو السُّرُور بها وفيهِ شُطُونُ


(a) في الدرة الخطيرة: سافر إلى مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>