للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطَويلَةٍ (١)، ويَحْيَى بن عَبْد العَظِيم الجَزَّار الَّذي مَدَحَهُ بَرائيَّة طَويلة، وانْتَخَبَ لهُ ومن مُخْتارِ شِعْرِه ممَّا انْتَقاهُ من ديوانِه وسَمَّاهُ تَقْطِيف الجَزَّار، وأهْدَاهُ لخِزانة كَمال الدِّين بن العَدِيْم (٢)، والبَهاء زُهَيْر (٣)، وابن سَعِيد المَغْربيّ في عدَّة قَصائد (٤).

رَحَلاتُهُ وأسْفارُهُ:

خُصَّ ابنُ العَدِيْم بمَزِيدِ التَّكْرمَةِ والحُظْوةِ من لَدُنِ الأُمَراءَ والمُلُوك في نَواحي الشَّام، وخَلَطُوه بمَجَالسِهم، وسَفَرَ فيما بينهم، "وصارَتْ له مَنْزلةٌ رَفِيعةٌ من الدَّوْلَةِ النَّاصِريَّةِ الصّلاحيَّة" (٥). ووجَدَ فيه صاحِبُ حَلَب وصَاحِبُ الشَّام المُؤهِّلات الكافيَة للسّفَارةِ عنهما متى اقْتَضَتِ الحاجةُ إلى ذلك، فتَرسَّل إلى الخلفاءِ والمُلُوكِ مرارًا عَديدة (٦)، "اعْتمادًا على وُفُورِ عَقْلِه ورَزانَتِه" (٧)؛ وكانتْ أُوْلَى سفاراتِه إلى سِنْجار في سَنَة ٦٢٤ هـ عن المَلِكِ النَّاصِرِ دَاود بن عِيْسَى، حَسْبما ذَكَرَ ذلك في تَرْجَمتِه (الجزء السَّابِع)، أرْسَلَهُ إلى المَلك الأشرَفِ، ليَعْتَضدَ به على عَمِّه المَلِك الكَامِل مُحمَّد بن أبي بَكْر بن أَيُّوب. ثُمَّ أُنفِذَ بعدَ ذلك رَسُولًا إلى عاصمةِ الخِلافَة بَغْداد، والدِّيَار المِصْريَّة، وبلادِ الرُّوم، إضافةً إلى العَديدِ من السِّفَارات الدّاخليّةِ في بلادِ الشَّام والجَزيرة (٨).


(١) المغرب لابن سعيد (قسم مصر) ١: ٢٨٢ - ٢٩١.
(٢) المغرب لابن سعيد (قسم مصر) ١: ٢٩٧، ٣٤٦ - ٣٤٧، فوات الرفيات ٣: ١٢٧، الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٢: ٤٢٤.
(٣) اليونيني: ذيل مرآة الزمان ١: ١٩٦.
(٤) بشار عواد: العثور على أثر جديد لابن سعيد (ضمن كتاب بحوث ودراسات مهداة إلى إبراهيم شبوح؛ قيد الطبع).
(٥) ابن الشعار قلائد الجمان ٤: ٢٣٥.
(٦) ابن كثير: البداية والنهاية ١٣: ٢٣٦.
(٧) ابن الشعار قلائد الجمان ٤: ٢٣٤.
(٨) ابن واصل: مفرج الكروب ٥: ١٤٨، ٢٨٨، المقريزي: السلوك ١/ ٢: ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>