للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن العَدِيْم خاصَّةً، واقْتَصرَ فيها على جَمع مادَّةِ ثلاثينَ كتابًا فَقَط من تلكَ الَّتي نَقَل عنها ابنُ العَديم، فجاءَتْ في مُجلَّدٍ أسْماهُ "شَذراتٌ من كُتُب مَفْقُودة" (١)، كانَ مُعَوَّلُهُ فيه على كتابِ ابن العَدِيْم وبَعْضِ الكُتُب المُسَاعِدة.

زَمَنُ تأْليفِ الكتابِ:

هذا الكتابُ من الكُتُبِ الَّتي شَرَعَ ابنُ العَدِيْم في تألِيْفها في زَمَنٍ مُبَكّرٍ من حَياتِه، ابتدأَ في تَأليفهِ في أوَّلِ شَبابِه، وسِنهُ لَم تحاوز الثَّامنةَ والعشْرين، قبلَ أنْ تَصْرِفَهُ المَشَاغِلُ والأسْفارُ والتَّرَسُّلُ للملُوك عن التَأليفِ، فقدَ ذَكرَه ياقُوت ضمن مُؤلَّفاتِه في ترجَمتِه له، وتقدَّمَتِ الإشارةُ إلى أنَّ ياقُوتَ قيَّدَ تَرْجَمَةَ ابن العَدِيْم على صَفحاتِ كتابِه مُعْجَم الأُدَباء في حُدُودِ سَنَةِ ٦١٩ هـ، قال: "وله كتابُ تاريخ حَلَبَ في أخْبارِ مُلُوكِها، وابْتداءَ عِمارتها، ومَن كان بها من العُلَماءَ، ومَن دَخَلَها من أهْل الحَديث والرِّوايةِ والدِّرايةِ والمُلُوك والأُمَراء والكُتَّاب" (٢).

وتقدَّمتِ الإشارةُ أيضًا إلى أنَّ العَلَاقةَ جَمَعَتْ بين ياقُوتَ وابن العَدِيْم بحَلَبَ في السَّنَواتِ الأَخِيرة من حَياةِ ياقُوت (٦١٨ - ٦٢٦ هـ)، فيكُونُ ابْتداءُ تأليفِهِ لهذا الكتابِ في تلك المُدَّةِ، أو قبلَها بيَسِير، ويَذْكُرُ الذَّهَبيُّ أنَّ ابنَ العَدِيم ذَكَرَ في تَاريخِه أنَّهُ دَخَلَ مع وَالدِهِ على المَلِكِ الظَّاهِر غازِي، "وأنَّه هو الَّذي حَسَّنَ له جَمع تاريخٍ لحلَب" (٣). وكانتْ وَفاةُ المَلِكِ الظَّاهِرِ في ٢٠ جُمادَى الآخرة ٦١٣ هـ،


(١) منشورات دار الغرب الإسلامي، بيروت، ١٩٨٨ م.
(٢) معجم الأدباء ٥: ٢٠٨٦.
(٣) الذهبي: تاريخ الإسلام ١٤: ٩٣٨، ولم نقف على إشارة ابن العديم التي ذكرها الذهبي في المتبقي من أجزاء البغية.

<<  <  ج: ص:  >  >>