ويَقُولُ في الجُزءَ الخامِس في تَرْجَمَةِ الحَسَن بن طَاهِر العَلويّ النَّسّابَة (ت ٣٣٦):
"ولمَّا زُرْتُ الخَليلَ صَلَّى اللهُ عليه وسلم في سَنَة سَبْعٍ وثَلاثين وسِتَّمائة، مَضَيْتُ من زِيَارتِه إلى مَشْهَدِ اليَقِيْن فزُرْتُه، ورَأيْتُ في مَغَارةٍ عندَ بابِ المشْهَدِ قبرًا يَزُوره النَّاسُ، مَكْتُوب عنده على لَوْح من الرُّخَام نقشًا: هذا قَبْرُ فاطِمَة بنت الحَسَن بن طَاهِر بن يَحْيَى بن الحَسَن، وعلى لَوْح آخرَ من الرُّخَام لذلك القَبْر مَكْتُوبٌ نَقْشًا في الحَجَر [من البسيط]
أسكنتَ مَنْ كان في الأحْشَاء مَسْكنُه … بالرَّغم منِّي بين التُّرْبِ والحَجَرِ
يا قبر فاطِمَةٍ بنت ابن فاطِمَةٍ … بنْت الأئمَّة بنْتِ الأنْجُم الزُّهُرِ
يا قَبْرَ بنْت الزَّكِيّ الطَاهِر … الحَسَن بن طَاهِرٍ من نَماه أطْهَرُ البَشَرِ
يا قَبْر كَم فيك من دِيْن ومن وَرَع … ومن حَيَاءٍ ومن صوْن ومن خَفَرِ
وعلى اللَّوْحَ بخَطِّ النَّقَّاشِ الّذي نَقَشَ اللَّوْحَيْن: صَنَعَهُ مُحَمَّد بن أبي سَهْل النَّقَّاشُ بمِصْرَ، وصَاحِبةُ القَبْرِ هي بنْتُ الحَسَن بن طَاهِر هذا، واللهُ أعْلَمُ".
* * *
إنَّ النُّصُوصَ والقِطَعَ المُهِمَّةَ الَّتي انْفَرَدَ ابنُ العَدِيْم بحِفْظِها، والَّتي شَكَّلَتْ جُزءًا من مَصادرِهِ في تأليفِ الكتابِ، أثْبَتها بعدَ أنْ تَتَبَعَها بالنَّقْدِ والتَّصْويبِ والشَّرْح والتَّقْريبِ، هي على قَدْرٍ كَبيرٍ من الأهميَّة، وهي تُعِيْنُ في إعادةِ النَّظَرِ لبَعْض الدِّراساتِ الَّتي تَناولت حَرَكةَ التَّدْينِ التَّاريخيِّ والتَّأليف عُمُومًا حتَّى القَرْنِ السَّابِع الهِجْريّ، وتُسَاهِمُ في رَصْدِ الضَّائِعِ من هذا التُّراثِ، وقد جَمَعَ المَرْحُومُ الدكتور إحْسان عبَّاس بعضَ نُصُوصِ الكُتُبِ الضَّائِعةِ ممَّا وَجَدة عند