- قال: حدَّثَنَا هِشَام بن عَبْد اللَّه الرَّازِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو زَيْدٍ الدِّمَشقيّ، قَال: لمَّا ثَقُلَ عُمَرُ بن عَبْد العَزِيْز، دُعِيَ له طَبِيْبٌ، فلمَّا نَظَر إليهِ قال: أرَى الرَّجُل قد سُقِي السّمّ. قال الطَّبِيْبُ: هل حَسَسْتَ بذلك يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْنَ؟ قال: نَعَم، قد عَرفتُ حينَ وَقَعَ في بَطْنِيّ، قال: فتَعَالَج يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْنَ؛ فإنِّي أخاف أنْ تَذْهَبَ نَفْسُكَ، قال: رَبِّي خَير مَذْهُوب إليهِ، واللَّهِ لو عَلِمْتُ أنَّ شِفَائي عند شَحْمَة أذُني ما رَفَعْتُ يَدِي إلى أُذُني فتَناولتهُ، اللَّهُمَّ خِر لعُمَر في لقَائكَ، فلم يَلْبَثْ إلَّا أيَّامًا حتَّى ماتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
أبو زَيْدٍ الأعْمَى (١)
وَفَدَ على هِشَام بن عَبْد المَلِك بالرُّصَافَة، وشَهِدَ وَفَاته، ورَوَى عن ابنِ عَبْد الأعْلَى، رَوَى عنهُ عُبَيْدُ اللَّهِ العُتْبِيّ.
أخْبَرَنَا القَاضِي أبو القَاسِمِ عبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد الأنْصَاريّ، فيما أَذِنَ لي في رِوَايتِهِ عنهُ، قَال: أخْبَرَنَا أبو الحسَن الفَرَضِيّ، إجَازَةً إنْ لم لَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنَا أبو عَبْدِ اللَّه الحَسَنُ بن أحْمَد بن عَبْدِ الوَاحِد، قال: أخْبَرَنَا أبو المُعَمَّر المُسَدَّد بنُ عليّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر أحْمَد بن عَبْد الكَريم مُعَلّم ابن عَدْنَان الحَلَبِيّ، قال: حدَّثَنَا المِنْقَريّ، قال: حَدَّثَنَا العُتْبِيّ، عن أَبِيهِ، قال: قال أبو زَيْدٍ الأعْمَى: وَفَدْتُ إلى هِشَام بن عَبْد المَلِك (a)، فشَهِدْتُ وَفَاتَهُ فسَمِعْتُ ابنَ عَبْد الأعْلَى يتَمَثَّل بهذه الأبْيَات:[من الطويل]
وما سَالِمٌ عمَّا قليلٍ بسَالِم … ولو كَثُرَتْ حُرَّاسُهُ وكَتَائِبُه