أبو القَاسِم بن إبْراهيم بن هِبَة اللَّه بن إسْمَاعيْل بن نَبْهَان بن مُحَمَّد الشَّافِعيُّ القَاضِي الفَقِيه الحَمَوِيُّ، الملُقَّب بالعِمَاد (١)
ويُعْرف أبُوه بابن المُقَنْشِع.
فَقِيْهٌ فَاضِلٌ مُتَورِّعٌ، وَلي قضاءَ حَمَاةَ سَنَة اثْنَتي عَشْرة وسِتّمائة، وبقي قَاضِيًا بها إلى أنْ عُزِلَ عن القَضَاءٍ، وتَوَجَّه إلى حَلَب، فأقام بها مُدَّة، وتأهَّل بها، وقَطَن، ثُمَّ رَحَلَ منها إلى حِمْصَ، واتَّصَل بخِدْمَة المَلِك المُجَاهِدِ شِيرْكُوه بن مُحَمَّد بن شِيرْكُوه، وحَظِي عندَهُ ثُمَّ من بَعْده عندَ وَلدهِ المَلِك المَنْصُور إبْراهيم، وسُيِّر إلى بَغْدَاد منها رَسُولًا مِرَارًا مُتَعدِّدةً، وإلى حَلَب وغيرها من البِلَادِ.
ثُمَّ انتقلَتْ حِمْصُ إلي المَلِك الأشْرَف مُوسَى بن إبْراهيِم، فسَّيَرهُ رَسُولًا إلى مِصْر؛ إلي صَاحِبها المَلِك الصَّالِح أَيُّوب، وكان قد صَاهَر وزِير المَلِك الأشْرَف المخُلِّص بن قُرْنَاص على ابْنَته، فتجدَّد من الحَوَادِث أنْ قَبَضَ المَلِكُ الأشْرَف على وَزِيره المَذْكُور، حَمِيهِ ابن فُرْنَاص، فلم يَعُد إليه من مِصْر، وأقام بالدِّيَار المِصْرِيَّةِ إلى أنْ وَلَّاهُ المَلِكُ الصَّالح أيُّوب القَضَاءَ بمَدِينَة مِصْر، فبقي قَاضِيًا يَحكْمُ بين النَّاسِ إلى أنْ عُزِلَ عن القَضَاء في سَنَة إحْدَى وخَمْسِين وسِتّمائة.
(١) توفي سنه ٦٥٢ هـ، وترجمته في: صلة التكملة للحسيني ١: ٢٩٠، وسماه: "أبو القاسم القاسم بن أبي إسحاق إبراهيم. . . "، والذهبي: تاريخ الإسلام ١٤: ٧٣٢، وسماه: "القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل النبهانَي"، ثم أعاد ذكره في ترجمة أخيه عبد الرحمن بن إبراهبم (تاريخ الإسلام ١٤: ٧٥٧) وقال: "وهو أخو القاضي أبي القاسم قاضي حماة"، ابن حجر: رفع الإصر ٣٠٧ وفيه: "قاسم بن إبراهيم ابن المقيشع".