للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

فارسُ بنُ سِنَان بن أبي عليّ الذَّهَبيُّ الحَلَبيُّ

" حَدَّثني القاضِي الإمام أبو القَاسِمٍ عُمَر بن أحْمَد بِن أبي جَرَادَة بحَلَب، أسْعَدهُ اللّهُ بطَاعَته، قال: كان فارسًا شابًّا، وتُوفِّي في سَنَة سَبْعٍ وستِّمائة بمَيَّافارَقين عائدًا منها، وقد توجَّه قاصِدًا إليها.

أدْرَكتُهُ، وسَمِعْتُه يُنْشدُ السُّلْطانَ المَلِك الظَّاهِر، رَحِمَهُ اللّهُ، قَصائدَ من شِعْرِهِ. وهو القائلُ في الكَمالِ عُمَر بن أبي صالح بن العَجَمِيّ، لمَّا غَضِبَ عليه السَّلطان المَلِك الظَّاهِر في مَجْلِسه بمَحْضرٍ من أكابر حَلَب، وسَيَّرهُ إلى السِّجْن، بسَبَب سُوء أدَبه في قضيَّةٍ تتَعَلَّق بمَجْلِس الحُكْم، طَعَنَ فيها عليّ الصَّاحِب قاضي القُضَاة بَهاء الدِّين يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم المَوْصِليّ الأسَدِيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعالَى: [من السّريع]

قالُوا: غَدًا في حَلَب شُهْرَةٌ … عُمَيْرَةُ الطَّاغِي بها المُلْحِدُ

فالنَّتْفُ في لِحْيَتِهِ مُبْرِقٌ … والصَّفْعُ في قِمَّتهِ مُرْعَدُ

وما سَمِعْنا قَطُّ من قَبْلِها … عُمَيْرَةٌ تُصْفَعُ بلْ تُجْلَدُ

قال القاضِي الإمام أبو القَاسِم، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى: وأنْشَدنيها على غير هذا الوَجْه: [من المتقارب]

وقَالُوا: عُمَيْرَة قَدْ أحْضَرُوهُ … لكَيْ يَصْفَعُوْهُ ألَا فاشْهَدُوا

[ … ] في مَحْفِلٍ شَخْصُهُ … بَحْر وفي الطَّوْقِ مِنْهُ يَدُ

وكَفٌّ إلى رَأسه مُبْرِقٌ … ونَعْلٌ إِلى قبه مُرْعِدُ

فقُلْتُ: على أيِّما حَالَة … لقَدْ غَيَّرَ الدَّهْرُ ما يُعْهَدُ

وما كُنْتُ أعْرِفُ مِنْ قَبْلِها … عُمَيْرَة يُصْفَعُ بَلْ يُجْلَدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>