للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وقال أيضًا: [من الكامل]

أُخْفِي الهَوَى ولَهُ علَيَّ شَوَاهِدُ … وأوَفِّرُ العَبَراتِ وَهْيَ شَوَارِدُ

وأرُوْمُ منْهُ تَخَلُّصًا فيَقُوْدُنِي … قَوْدَ الحبَيْبِ من الصَّبَابَةِ قَائِدُ

ومتَى يُفَكُّ إسَارُ عَانٍ ما لَهُ … عَوْنٌ سِوَى زَفَرَاته ومُسَاعِدُ

أم هَلْ مَتَى يُشْفَى غَلِيْلُ مُتَيَّمٍ … عَزَّتْ عليهِ من الشِّفَاءِ مُوَارِدُ

أوَلَيْسَ غَبْنًا أن أهيْمَ بمَوْرِدٍ … عُوْدُ الأرَاكَةِ منْهُ دُوْنِي وَارِدُ

وبمُهجَتِيْ رَشَا نَصَبْتُ حَبَائِلي … لأصيْدَهُ فَارْتَدَّ وهوَ الصَّائِدُ

ظَبْيٌ تُقِرُّ بقتْلَتي وجَناتُهُ … وجُفُوْنُهُ لفُتُوْرِهِنَّ جَواحِدُ

إنْ ماجَ رَدْفًا قُلْتُ: حِقْفٌ مائِجٌ … أو مادَ عِطْفًا قُلْتُ: غُصْنٌ مائِدُ

وأغَنَّ تَخْجَلُ سافرًا أو عَاطِنًا … مِنْهُ الغَزَالَةُ والغَزالُ الجائِدُ

لَحَظاتُ عَيْنيهِ أُسُوْدٌ إن رَنا … وإذا لوَى أصْدَاغَهُ فأسَاوِدُ

ما حَلَّ عَقْدَ عَزَائِمِي لو لَمْ يَكُنْ … في مُقْلَتَيْهِ لسحْرِ بَابِلَ عَاقِدُ

أبكَى جُفُوْنِي وهوَ مِنِّي ضَاحِكٌ … وأطَارَ نَوْمِي وهوَ عَنِّي رَاقِدُ

وأضاعَ قَلْبِي في الهَوَى فَنَشدْتُهُ … ولقدْ أرَى بيَدَيْهِ ما أَنا نَاشِدُ

صَنَمٌ به انْحَلَّت عَزَائِمُ ذِي التُّقَى … ولَكَمْ قَدِ انْعَقَدَت عليه عَقائِدُ

يَبْدُو فيَشْهَد مَنْ رآهُ بأنَّهُ … في الخَلْقِ مَعْبُود وأنِّي عابِدُ

سَكْرَانُ خَمْرَة رِيْقهِ فكَم اغْتَدَى … وهوَ المُفِيْقُ لهُ عليَّ عَرابِدُ

فَعَلَتْ شَمَائِلُهُ فعَالَ شَمُولِه … إنَّ الشَّمَائِلَ والشَّمُولَ لَوَاحِدُ

ولرُبَّ وإن بَاتَ يُنْهضُ عَزْمَتي … واللَّيْلُ حيثُ النَّجْمُ طَاف رَاكِدُ

ويَقولُ دُوْنَكَ والسُّرَى فلطالَما … نَجَحَتْ مَطالِبُ بالسُّرَى ومَقاصِدُ

فلَئنْ نَهَضْتَ فإنَّ حَظَّكَ نَاهِضٌ … ولَئنْ قَعَدْتَ فإنَّ حَظَّكَ قَاعِدُ

فَجُبِ البلَادَ عَساكَ تَلْقَى مَاجِدًا … تَضْحَى وأنْتَ بهِ لقَصْدِكَ وَاجِدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>