===
ويكُفُّ عَنْكَ أكفَّ دَهْرِكَ كـ … ــفٌّ يَطُولُ بها عليهِ وسَاعِدُ
فأجَبتُ كَيفَ أبِيْنُ عن أرْضٍ لها … مِنّي طَرْيفُ هَوىً وشَوْقٌ تَالِدُ
أرْض غِيَاث الدِّينِ فيها جُنّتِي … وأَبو مُحمَّد الجَوَادُ المَاجِدُ
الشَّامِخُ الرُّتَبَاتِ وَفْرُ عَطائِهِ … دَانٍ ونَيْلُ عَلَائِهِ مُتَبَاعِدُ
ذُو الجُود لَو يحْكِي نَدَى يَده الحَيَا … ولَمْ تَبْدُ فيهِ بَوَارقٌ ورَوَاعِدُ
وأخُو الخَلَائقِ سَهْلَة لعُفَاتِهِ … ولمَنْ يُعَادِيْهِ سُمطَاهُ شَدَائِدُ
والمَكْرُمَات على الظَّلَام كَواكِبٌ … منها وفي جِيْد الكاتب الزَّمَان قَلَائِدُ
والمجدُ أنْسَى النَّاسَ ما أنْسَاهُمُ … مِنْ أوَّلِيْهم جَدهُ والوَالِدُ
أعْلَى ذُرَاهُ وسادَ لمَّا شَادَه … فلَنِعْمَ سَائدُهُ ونعمَ الشَّائِدُ
سَام إلى الشَّرَفِ الأشْيلِ يَجُوْدِهِ … والجودُ للشَّرفِ الأَشِيْل مَصَائِدُ
وبمنطِق لو شَاءَ حازَ بلفَظهِ … منهُ مَعَانِي القَوْل وهيَ بدَائِدُ
يُنْسِي الأمانِيَّ النُّفُوسَ فَتَنْثَنِي … منها إليهِ أزمَّة ومَقَاوِدُ
فيَخَالُهُ العَجْلَانُ ما هُوَ طَالِبٌ … ويَخَالُهُ الظَّمْآنُ ما هُوَ وَارِدُ
لَفْظٌ إلى كُلِّ القُلُوبِ مُحَبَّبٌ … فكأنَّما هُوَ للقُلُوبِ عَقائِدُ
حِكَمٌ تُغادرُ كُلَّ وَاجِدَ حكْمَة … ما دُوْنَ مُبْلِغها كَمَنْ هُوَ فَاقِدُ
ومُشَمِّر أَغْفَى السُّعَاةُ وطَرْفُة … سَاه إلى طَلَب المَعَالِي شَاهِدُ
يَقظ يَببْنُ النَّوْمُ من يَقَظاتِهِ … عن ما يَكُوِنُ غَدَاهُ أو هُوَ كَابِدُ
وهوَ الَّذي ظَهَرَتْ أدِلَّةُ فَضْلِهِ … فأقَرَّ معْتَرِفًا بهنَّ الجَاحِدُ
في رُتبةٍ كذُكاء إلَّا أنَّهُ … فيما لدَيْهِ منَ الذَّكاءَ عُطَارِدُ
عُذْرًا بَهاءَ الدِّيْنِ يا مَنْ فَضْلُهُ … أبدًا يُنِيْرُ وكُلُّ فَضْلٍ خَامِدُ
أُثْنِي عليْكَ ولَيسَ يَبْلُغُ بعضَ ما … أوْلَيتَ ما أنا من ثَنَائِكَ قَاصِدُ
واصْفَحْ إذا لَمْ يَحْو وصْفَكَ خاطِرٌ … لهُمُومِهِ خَاب وفكْرٌ جَامِدُ