وَهْب بن وَهْب بن وَهْب بن كَثِير بن عَبْد الله بن زَمْعَة بن الأسْوَد بن عَبْد المُطَّلِب بن أسَد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ بن كِلَاب، القُرَشيُّ الأسَدِيُّ المَدَنيّ، أبو البَخْتَريّ
" قلتُ: وبعدَ الفَرَاغ من هذه التَّرجَمة، ظَفرتُ بنُكْتَةٍ يَنْبَى إلْحاقُها بها، وهي أنَّ أبا البَخْتَريّ المَذْكُور قال: كُنْتُ أدْخُلُ على هَارُون الرَّشِيد وابنُه القَاسِم المُلقَّب بالمُؤتَمن بنِ يَديهِ، فكُنْتُ أُدْمِنُ النَّظَر إليه عند دُخولي وخُرُوجي، فقال له بعضُ نُدمائه: ما أرَى أبا البَخْتَريّ إلَّا يُحِبّ رُؤوس الحِمْلَان، ففَطِنَ لهُ الرَّشِيدُ، فلمَّا دَخَلْتُ عليه قال: أرَاكَ تُدْمِن النَّظَر إلى أبي القَاسم، تُرِيدُ أنْ تَجْعَل انْقِطاعَكَ إليه!؟ قلتُ: أُعِيْذُكَ باللهِ يا أمِيْر المُؤمِنيْن أنْ تَرْميني بما ليسَ فيَّ، وأمَّا إدْمَاني النَّظَر إليه؛ فلأنَّ جَعْفَرًا الصَّادِقَ، رَضِي اللهُ تعالَى عنه، رَوَى بإسْنادِهِ عن آبائهِ إلى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: ثلاثٌ يَزِدن في قُوَّة النَّظَر: النَّظَرُ إلى الخُضْرةِ، وإلى الماءِ الجَارِي، وإلى الوَجْهِ الحَسَن.
نَقَلتُها من خَطِّ المَاضِي كَمال الدِّين بن العَدِيم من مُسَوَّدَة تَاريْخْه، واللهُ تعالَى أعْلَم بالصَّوَاب" (١).