للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال لي الشَّيْخ عليّ بن أبي بَكْر الهَرَوِيّ السَّائِحُ (١): جَبَلُ بَرْصَايَا بهِ مَقَام بَرْصِيْصَا العَابِد، وقَبر شَيْخ بَرْصِيْصَا، ومَقَام دَاوُد عَليهِ السَّلامُ.

وهذا الجَبَل بين عَزَاز وقُورُس.

ذكْرُ الجَبَل الأَسْوَد (٢)

وهو جَبَلٌ دون جَبَل اللُّكَام من شرقيّه، ويُقال: إنَّ إبْرَاهِيْم صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم كان إذا أقام بحَلَب يَبُثُّ رِعَاءَهُ إليهِ ليَرْعُوا غنمَهُ فيه، وفيهِ أشْجَارٌ كَثِيْرةٌ غير مُثْمرة يؤخَذُ منه الخَشَب إلى البِلاد الّتي حولَهُ.

وفيه حِصْنُ الدَّربْسَاك؛ وهو حِصْنٌ مانعٌ.

وفي لِحْفه من شرْقيّه النَّهْر الأَسْوَدُ لهُ ذِكْرُ في حَدِيث المَلَاحِم أنَّ الرُّوم ينزلُونَ عليه في المَلْحَمَة، ويُقالُ لهُ نَهْر الرّقيّة أيضًا، ويَتَّصِل هذا الجَبَل إلى صَرْفَنْدكار (٣)؛ حِصْنٌ قَوِيٌّ في يَدِ الأرْمَن، وكان به جَمَاعَة من العُبَّاد والرُّهْبَان.


(١) كتاب الإشارات ٦.
(٢) الجبل الأسْوَد: ويتكون من قطعتين هما: جَبَل الكافر (كاور داغ) أو جَبَل النور (نور داغ) في الشمال، وإلى الجنوب منه الجبل الأحمر (قيزيل داغ) الذي يرتفع إلى ١٧٩٥ م فوق سطح البَحْر. ويفصل بين هذين القسمين ممرّ بيلان الذي لا يزيد ارتفاعه عن ٦٨٧ م، وبآخر الجبل الأحمر من ناحية البحر جبل موسى الذي تُشكل نهايته رأس الخنزير، وتغطي هذه الجبال غابات السنديان والبلوط والصنوبر، ولهذا يطلق عليها اسم الجبل الأسود لكثرة الغابات فيها، بينما ذكر سهراب أن الجبل الأسود هو جَبَل السماق. انظر: سهراب: عجائب الأقاليم ٩٦، الإدريسي: نُزهة المشتاق ٢: ٦٤٦، مرستراس: المعجم الجغرافي ٢٧٦، طلاس: المعجم الجغرافي ٢: ٥٧.
(٣) كذا قيدها ابن العديم بالصاد وبفتح أوله، وعند أبي الفداء، وابن سباهي زادة: بالسين المكسورة، ويقال فيها: سروندكار، وهي قلعة حصينة من بلاد الأرمن، تقع في واد صخري، بالقرب من نهر جيحان على البر الجنوبي. أبو الفداء: تقويم البلدان ٢٥٦، أوضح المسالك ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>