للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

مُحَمَّد بنُ نَصْر بن مَكارِم بن الحُسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن غالِب بن عُنَيْن الأنْصَارِيُّ، الشَّاعِر الأدِيْبُ، أبو المَحاسِن الدِّمَشْقيّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن [أبي] جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أنْشَدني أبو المَحاسِن مُحَمَّد بن عُنَيْن لنَفْسهِ بدِمَشْق: [من الكامل]

يا عَاتِبًا جَعلَ القَطِيْعَةَ مَذْهَبَا … ظُلْمًا ولَمْ أرَ عن هَوَاهُ مَذْهَبَا

وأضَاعَ عَهْدًا لَمْ أضِعْهُ نَاقضًا … ذِمَمَ الوَفَاءِ وحالَ عن صَبٍّ صَبَا

غَادَرْتُ دَاعِيَةَ البِعَادِ مَحَبَّتي … فَبِأيِّ حَالَاتِي أرَى مُتَطرِّبا

ظَبْيٌ منَ الأتْرَاكِ يَثْنِي قَدَّهُ … رِيْحُ الصَّبَا ويُعِيْدُهُ لِيْنُ الصِّبَا

ما بَالُهُ فِي عَارِضَيْهِ مِسْكُهُ … ولقد عَهِدْتُ المِسْكَ في سُرَرِ الظِّبَا

غَضْبَانُ لا يَرْثِي فما قابَلْتُهُ … مُتَبَسِّمًا إِلَّا اسْتَحالَ مُقَطِّبَا

اللهُ يَعْلَمُ ما طَلَبْتُ لَهُ الرِّضَا … إلَّا تَجَنَّى عَامِدًا وتَجَنَّبَا

فَيَزِيْدُهُ فَرْطُ التَّذَلُّلِ عزَّةً … أبدًا وفَرْطُ الاشْتِيَاقِ تَعَتُّبَا

عَجَبًا لَهُ اتَّخَذَ الوُشَاةَ وقَوْلَهُمْ … صِدْقًا وعايَنَ ما لَقيْتُ مُكَذِّبا

ورَأى جُيُوْشَ البَحْرِ وهيَ هَزِيْمَةٌ … فأَغَارَ في خَيْلِ الصُّدُوْدِ واجْلَبَا

يا بَدْرُ عَمَّكَ بالمَحَاسِنِ خَالُكَ … الدَّاجِي فَخَصَّكَ بالمَحَاسِن واجْتَبَى

سُبْحانَ مَن أذْكى بخَدِّكَ للوَرَى … لَهَبًا يَزِيْدُ بهِ القُلُوب تَلَّهُبَا

أو ما اكْتَفَى مِنْ عَارِضَيْكَ بأرْقَمٍ … حَتَّى لَوَى مِن فَضْلِ صُدْغِكَ عَقْرَبا" (١).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٥: ١٣٩، ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>