للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وعن الخَوْضِ قَدْ نُهِيْنا قَدِيْمًا … في الَّذي مَرَّ قَبْلَنَا غَيْرَ مُرْضِي

مِنْ نَزَاعٍ بَيْنَ الصَّحَابَةِ والآ … لِ خَافٍ إليهِ يُفْضِي

والخَطَا والصَّوابُ لا بُدَّ أنْ يَحْـ … ـدُثَ بينَ الخَصْمَيْنِ في كُلِّ مُفْضِي

معَ عِلْمٍ بأنَّ هذا وهذا … عَادِما عِصْمَةٍ بها الشَّرْعُ يَقْضِي

وغَبِيٌّ مَن قال مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ … كطَبِيْبٍ لم يَدْرِ جَسَّ النَّبْضِ

مثل كَم يَزْعم الجهُول وقال … الفرس لما اعْتَد الحامِي العَضِ

واعْتِقَادِي هذا وعَقْدِي وقَلْبِي … لَمْ يُقَابَلْ إِبْرَامُهُ بالنَّقْضِ

والبَرَاهِيْنُ كالسَّمَاءِ إذا جاءَ … تْكَ اغْنَتكَ عن دَلِيْلِ الأَرْضِ

فافْخَرُوا الآنَ يا ذَوِي العِلْمِ بالعِلْـ … ـمِ على من لم يَدْرِ مَعْنَى الرَّفْضِ

وهوَ التَّرْكُ في الحَقِيْقَةِ للشَّيء … إِذا ما قَابَلْتُهُ بالدَّحْضِ

واشْكُرُوا اللهَ ربَّكُمُ واسْألُوهُ … أنْ يُدِيْمَ النُّعْمَى لأَهْلِ الأَرْضِ

ببَقاءِ المَلْكِ العَزِيْزِ عِمَادِ الـ … ـدِّيْنِ بْنِ الغَازِي الشَّهِيْدِ المُفْضي

بِرضَى ربِّهِ الكَرِيْمِ إلى فِرْ … دَوْسِ دَارِ البَقَاءِ جَزاء القَرْضِ

وبقَا كَافِلِ المُلُوْكِ معَ الملـ … ـك فَلَا زَالَ قَائِمًا بالمُرْضِي

ذِي الأَيَادِي المَلْكِ الرَّحِيْمِ شِهَاب … الدِّيْنِ غَوْثِ الوَرَى زَمانَ البَرْضِ

لا خَلَتْ رُتْبَةُ المَمَالِكِ منهُ … أمْرُهُ نَافِذٌ بِخَتْمٍ وفَضِّ

وعَلَا جَدُّهُ وخُصَّ بِرَفعٍ … وثوَى ضِدُّهُ وخُصَّ بِخَفْضِ

كُلَّما لَاحَ نَوْرُ زَهْرِ السَّمَاو … تِ وما فاحَ نَوْرُ زَهرِ الأَرْضِ" (١).


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٥: ٢٦٧ - ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>