للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وهو أحَدُ الأوْلِيَاء من أصْحاب السَّرِيّ السَّقَطِيّ. حَجَّ من حَلَب أرْبَعين حَجَّة، قالَهُ ابنُ العَدِيْم" (١).

عليّ بن مُحَمَّد بن خَرُوف القُرْطبيُّ، أبو الحَسَن

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في تاريخ حَلَب وتاج المَعاجِم وفي زَادِ المُسَافِر لأبي البَحْر.

وقال الصَّاحِبُ كَمال الدِّين بن العَدِيْم: كان يَتَردَّدُ بين حَلَب والمَوْصِلِ، يَمْدَح الظَّاهِر ابن صَلاح الدِّين، ومَدَحَ نور الدِّين أَرْسلَان شَاه، إلى أنْ حَضَرَ مَرَّةً بدَار العَدْل في حَلَب عند المَلِك الظَّاهِر في إحْدَى ليالي شَهْر رَمَضان من سَنَة أرْبَعٍ وستّمائة، وتاج العُلَا الشَّريْف يَعِظه، فأطالَ على عادَتِهِ، وكان ابنُ خَرُوف قد أتَى بقَصِيْدةٍ في مَدْحَ الظَّاهِر أوَّلُها: [من البسيط]

شَمْسُ الهِدَاية في أبْناءَ أيُّوب … أُختُ النُّبوَّة في أبْناءِ يَعْقُوبِ

هُمُ المَلائكُ في زِيّ المُلُوك وهُم … أُسْد الحُرُوب وأقْطَابُ المحَارِيب

ثُمَّ خَرَجَ لُيريْق الماءَ في الظُّلْمَةِ، فوَقَعَ في جُبّ طَامٍ كان هُنالك، وهو جارٍ، فمات فيه، وأطْلعَ منه، والقَصِيْدةُ قد ضَمّ عليها يَده. فأمَرَ الظَّاهِرُ أنْ تُجْعَلَ صِلةُ القَصِيْدة في تَجْهيزه إلى قَبْرِه، والصَّدقة عنه.

ثُمَّ إنَّ ابن السُّنَيْنيرة الشَّاعِر جاءَ بعد ذلك بقَصِيْدةٍ، ووَجَدَ تاج العُلا في الدِّهْليز يُريد أنْ يَدُخل للوَعْظ، فبَادَر وكَتَبَ للظَّاهِر: [من الكامل]

العَبْدُ قد وَافَى ليُنْشِد مِدْحَةً … بُنِيتْ قَوَاعِدُها على التَّخْفيفِ

وأَخافُ من تاج العُلا تَطْويلَه … ليلًا فأَلْحق مَلْحَق ابن خَرُوف


(١) سبط ابن العجمي: كنوز الذهب ١: ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>