للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البَلاذُرِيّ (١): وكان الَّذي بني حِصْن (a) المُثَقَّب هشام بن عَبْد المَلِك على يد حَسَّان بن مَاهُوَيه الأنْطَاكِيّ، ووُجِدَ في خَنْدَقه حين حُفِرَ عَظْم سَاق مُفرط الطُّول، فبُعِثَ بِه إلى هِشَام.

ذِكْرُ سِيْسِيَّة (٢)

ويُقالُ لها: سِيْس، وهي مَدِينَة قريبَة من عَيْن زُرْبَة، وهي الآن مُسْتَقَرّ ملك الأرْمَن، خَذَلَهُمُ اللهُ.

ولم يكن لها فيما مَضَى كبير ذِكْر، غيرَ أنَّ أحْمَد بن يَحْيَى بن جَابِر البَلاذُرِيّ ذكرها في كتاب البُلْدَان، وقال (٣): قال مُحمَّدُ بن سعَد، بَعد أنْ أسنَد عنه، فقال: حَدَّثَنِي مُحمَّد بن سعد، قال: حَدَّثَنِي الوَاقِدِيّ، قال: جَلا أهل سِيْسِيَّة ولحقُوا بأعالي (b) الروم في سَنة أربعٍ أو ثلاث وتِسعين (c) ، وسِيْسِيَّة مَدِينَةٌ تلي عَيْن زُرْبَة، وقد عُمرت سِيْسِيَّة في خِلَافَة المُتَوكِّل على يدي عليّ بن يَحْيَى الأرْمَنيّ، فنزلُوها، ثمّ أخربتها الرُّوم، ثمّ عمرها فَارس بن بُغَا الصغَّير في خِلَافَة أحْمَد المُعْتَمِد على الله في سَنَة سِتِّينَ ومائتين، أو سنَة تسعٍ وخَمْسين ومائتين، وأَنْفَق عليها من مَالِه بسَبَب نَذْرٍ كان عليه، وجَرَت عِمَارتُها على يَدي مَكِين الخَادم.


(a) فتوح البُلْدَان: الَّذي حَصَّن.
(b) فتوح البُلْدَان: بأعلى.
(c) كتب: ومائة، ثمّ ضبَّب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>