للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الصَّقْرِ الزُّهْرِيُّ

كان مُتَّصِلًا بسَيْفِ الدَّولَة أبي الحَسَن بن حَمْدَان بحَلَب، ورَوَى عنهُ أبو الحَسَنِ الشِّمْشَاطِيّ في كتاب الدِّيَارات، في ذِكْر دَيْر قِنَّسْرَى، قال: هو على شَاطِئ الفُرَاتِ من الجانب الشَّرْقيّ، من ديار مُضَرَ، مُقَابل جِرْبَاس (a) وجِرْباس شَامُهُ (b)، وبين هذا الدَّيْر وبين مَنْبِج اثْنا عَشَر مِيْلًا.

قال: وحَدَّثَني أبو الصَّقْر الزُّهْرِيُّ، قال: دَخَلْتُه ونَقَلْتُ منه خَشَبَ صَنَوْبَر إلى حَلَب إلى الجَوْسَق الّذي بناهُ سَيْفُ الدَّوْلَة، وكان وَجَّهَني لحَمْل ذلك. قال: وقَرَأتُ في صَدْر الدَّيْر مَكْتُوبًا بخَطٍّ حَسَنٍ (١): [من الطويل]

أيا دَيْر قِنَّسْرَى كَفَى بكَ نُزْهَةً … لمَنْ كانَ في الدُّنْيا يلَذُّ ويَطْربُ

هَوَاءٌ (c) كَدَمْعِ الصَّبِّ إذ بانَ إلْفُه … وماءٌ كريقِ الحبِّ بل هو أعْذَبُ

فلا زلْتَ مَعْمُورًا ولا زلْتَ آهلًا … ولا زلْتَ مُخْضَرًّا تُزَارُ وتُعْجِبُ

قال: فعرَّفَني جَمَاعَة من أهْلِ مَنْبِج أنَّهُ من أهْلِ مَنْبِج وأُدَبائهم، وكان كَثِيْرًا ما يَمْضِي إلى هذا الدَّيْر ويَقْصفُ فيهِ.

حَرْفُ الضَّادِ

فَارِغٌ


(a) مهملة في الأصل وم، والإعجام من ياقوت عند كلامه على دير قنسرى، ولم يفرد لها بابًا. معجم البلدان ٢: ٥٢٩، الخزل والدأل ٢: ١٦٣.
(b) مهملة في م، وعند ياقوت: شامية.
(c) م: هواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>