كان قَائِدًا من قُوَّادِ طَاهِر بن الحُسَين، وكان في صُحْبَته حينَ خرَجَ إلى الشَّام، وقَدِمَ معَهُ إلى نَاحِيَةِ صَلَب، وحَكَى عنه، رَوَى عنهُ مُحَمَّد بن أبي شَيْخ الرَّقِّيّ.
أخْبَرَنا أبو القَاسِم عبدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن سَهْل، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عليِّ الحافِظُ (١)، قال: أخْبَرَنا سَلامَةُ بن الحُسَين المقرِئُ، قال: أخْبَرَنا عليّ بنُ عُمَر الحافِظُ، قال: حَدَّثَنَا الحُسَينُ بن إسْمَاعِيْل، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن أبي سَعْدٍ، قال: حَدَّثَني هَارُون بن مَيْمُون الخُزَاعِيّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي شَيْخ من أهل الرَّقَّة، قال: حَدَّثَني أحْمَدُ بن يَزِيد بن أَسِيْد السُّلمِيّ، قال: كُنْتُ مِع طَاهِر بن الحُسَين بالرَّقَّة، وأنا أحَدُ قُوَّادِه، وكانتَ لي به خاصيَّةٌ؛ أجْلِسُ عن يمِيْنهِ، فخَرَجَ علينا يَوْمًا راكبًا، ومَشَيْنَا بينَ يَدَيْهِ، وهو يَتَمَثَّل:[من الطويل]
عليكُم بدَاري، فاهْدِمُوها! فإنَّها … تُرَاثُ كَريمٍ لا يَخَافُ العَوَاقِبا
إذا هَمَّ أَلْقَى بين عَيْنَيهِ عَزْمَهُ … وأعْرَضَ عن ذِكر العَوَاقِب جَانبِا
سَأْدَحَضُ عنِّي العارَ بالسَّيْف جالبًا … عليَّ قَضَاء اللهِ ما كان جَالِبَا
فدارَ حول الرَّافِقَة، ثمّ رجَع، فجَلَسَ مَجْلسَهُ، فنَظَر في قِصَصٍ ورِقَاعٍ، فوَقَّعَ فيها صِلَاتٌ أُحْصيَتْ ألْفَ ألْفٍ وسَبْعمائة ألْفٍ. فلمَّا فَرغ نَظَرَ إليَّ مُسْتَطْعِمًا للكَلَام، فقُلتُ: أصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، ما رأَيْتُ أنْبَلَ من هذا المَجْلِسِ، ولا أحْسَنَ، ودَعَوْتُ له، ثمّ قُلتُ: لكنَّهُ سَرَفٌ، فقال: السَّرَفُ من الشَّرَف، فأرَدْتُ الآية
(١) تاريخ بغداد ١٠: ٤٨٤ (في ترجمة طاهر بن الحسين الخزاعي).