للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعْد الله - وقيل: سَعْد - ابن هِبَةِ الله بن نَصْر، أبو الرَّجَاء بن السَّرَطان التَّغْلبي الوَزِير الرَّحبِيّ (١)

من بَنِي تَغْلِب بن وَائِل، والسَّرَطان الّذي ينسَب إليه هو جُشَم بن نَائِل بن زِيَاد التَّغْلِبِيّ، ويُعْرَفُ بالسَّرَطان وهو جدّ بَيْتهِ.

كان مع عليٍّ عليه السَّلام بصِفِّيْن، وقُتِلَ معه، ودُفِنَ بالرَّقَّة.

وسَعْد الله هذا من بيتٍ مَشْهُورٍ برَحْبَةِ الشَّام، وأخُوه أبو المَجْد كان من رُؤَسَاء هذا البيت، وتولَّى سَعْد وِزَارَة حَلَب لأبي العِزّ لؤلُؤ الملِكيّ لمَّا اسْتَوْلَى على حَلَب وعَزَلَ ابن المَوْصُول عن الوِزَارَة.

قَرأتُ بخَطِّ الرَّئِيس حَمْدَان بن عبد الرَّحيمِ الأثَارِبيّ، في أوْرَاق وَقَعَتْ إليَّ من تَارِيخه (٢)، قال: وفي آخر صَفَر - يعني منِ سنَة سَبْع عَشرة وخَمْسِمائَة - سَلَّم بَدْر الدَّوْلةَ تَدْبِيرَ الوِزَارَة بحَلَب إلى الوَزِير شَرف الدِّين أبي الرَّجَاء سَعْد الله بن هِبَةِ الله بن نَصْر المَعْرُوفُ بابنِ السَّرَطانِ، من أهْل الرَّحْبَةِ، وهو من بَنِي تَغْلِب بن وَائِل من ولد نَائِل.

قُلتُ: وهذا بَدْر الدَّوْلَة هو سُليْمان بن عَبْد الجَبَّار بن أُرْتُق، كان عَمّه إيْلغَازي قد جَعَلَهُ نائبَهُ في حَلَب، فلمَّا مَاتَ عَمّه استْهَرَّ في مَمْلَكَة حَلَب في سَنَة ستّ عَشرة إلى أنْ انتَزَعها منه ابن عَمّه بَلَك بن بَهْرام بن أُرْتُق في سَنَة سَبْع عَشرة، وهي السَّنَة الّتي وَلِىَ فيها الوِزَارَة أبا الرَّجَاء بن السَّرَطان، وهذه الوِلَايَةُ وِلَايَةٌ ثانية غير الأُوْلَى الّتي من لُؤْلُؤ المَلكيّ.


(١) كان حيًا سنة ٥١٨ هـ، وترجمته في: زبدة الحلب ١: ٤٠٣، ٤٠٧، ٤١٧.
(٢) هو كتاب: المفوف، كما سماه ابن العديم في تضاعيف ترجمة الأثاربي (الجزء السادس)، وتقدم التعريف بالكتاب في الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>