للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

" وحَكَى كَمال الدِّين ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ، قال: أنْبَأنا شَيْخُنا العَلَّامَة أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، عن أبي عَبْد اللهَ مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْمِيّ، قال في حَوَادِث سَنَة اثْنَتَين وثَمانين وأرْبَعمائة: فيها أُسِّسَت مَنارَة جامِع حَلَب، وعُمرت على يَدِ القاضِي أبي الحَسَن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن مُحَمَّد بن الخَشَّاب. وكان بحَلَب مَعْبدٌ للنَّار، قَديم العِمَارة وقد تَحَوَّل إلى أنْ صارَ أَتُّون حَمّام، فاضْطرَّ القاضِي إلى أخْذِ حِجَارته لعِمَارة هذه المَنارة. فوَشَى بعضُ حُسَّادِ القاضِي خَبَره إلى الأمِيْر قَسِيم الدَّوْلَة، فاسْتَحْضَرهُ، وقال: هَدَمْتَ مَوْضعًا وهو لِي ومُلْكِي؟ فقال: أيُّها الأمِيْر، هذا مَعْبدٌ للنَّارِ، وقد صارَ أتُّونًا، وقد أخَذْتُ حِجارَته عَمَّرتُ بها مَعْبدًا للإسْلام، يُذْكَرُ الله عليها وَحْده لا شَريكَ له، وكَتَبْتُ اسْمكَ عليه، وجَعَلْتُ الثَّوابَ لك، فإنْ رسَمْتَ لي أنْ أغْرم ثَمنه لكَ، فَعَلْتُ، ويكُون الثَّوابُ لي! فأَعْجَبَ الأمِيرَ كَلامُه واسْتَصْوَبَ رَأيَهُ، وقال: بل الثَّوَاب لي، وافْعَل أنتَ ما تُرِيد.

وكَتَبَ ابنُ العَدِيْم في الحاشِيَة أنَّ الوَاشِي أبو نَصْر ابنُ النَّحَّاس ناظِرُ حَلَب" (١).

* * *

"وذَكَرَ كَمالُ الدِّين ابن العَدِيْم في تارِيْخِهِ أنَّ المَلِكَ العادِل نُور الدِّين ابن عِمَاد الدِّين زَنْكِي جَدَّدَ عِمَارته (أي جَامِع القَلْعَة) " (٢).

* * *

"قَصْرُ النُّعْمانِ: يُنْسَبُ إليه مُحَدِّثٌ، وهو عندَ كَمال الدِّين بن [أبي] جَرَادَة دَامَ عِزّهُ" (٣).


(١) الأعلاق الخطيرة ١/ ١: ١١١ - ١١٢.
(٢) الأعلاق الخطيرة ١/ ١: ١٢٣.
(٣) معجم البلدان ٤: ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>