للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيَّام، ومَعَ هذا فالوَيْلُ لكم يا مُدن بَهِيَّات، والوَيْل للقَرَايَا والمُدن الصِّغَار من شُعَب نجسَه يُنَجِّسُونَ الأرْض بأعْمَالِهم، وهم الّذين لا يَعْرفُونَ اللهَ ولا يُوقِّرون أهْل السَّماءِ، سَلَكُوا طَرِيْقَ الشَّهَوات الرَّدِيَّة وزَاغُوا عن الحَقّ، فسَخط عليهم أهْل السَّماء، الوَيْل لك يا دِمَشْقُ البَهِيَّة يا مَدِينَةً حَسَنَة المُلْكِ، كيف تُخَرَّب أسْوَارك، وتُهْدَم أسْوَاقُكِ إلى الأرْض، والوَيْلُ لك يا بَعْلَبَكّ يا مَدِينَةَ الشَّمْس، كيفَ تَنْتَقِلُ قُوَى الطِّلَّسْمات الّتي فيك إلى جَبَل البَاجُوك -وهو الجَبَلُ الشَّرْقيّ من حَرَّان- ويتبَدَّل بَخُورُك وعطرك وقَرَابينُك، وتُصَيِّرُك إلى الخَرَابِ حتَّى تُسْمَعَ أصْوَاتُ الهَدْم فيك، وأنت يا مَابُوْغ -وهو حَلَب- مَدِينَةُ الأحْبَار، يأتي رَجُلٌ سُلْطانٌ ويَحُلُّ بكِ، ويُعَلِّي أسْوَارَكِ، ويُجَدِّدُ أسْوَاقكِ، ويَحُوْزُ المَعِيْن الّذي فيكِ، وبَعْدَ قَليلٍ يُؤْخَذُ منكِ، فالوَيْلُ لكِ، وما تلتَقِيْنَ من القِتَالِ والحُرُوب، والوَيْلُ لكِ يا سُمَيْسَاط.

وقال: فَصْلٌ، وبالحَقِيْقةِ أقُول: إنَّ الرُّهَا تَخْربُ، والماءُ الّذي أُخِذَ منها يَرْجع إلى حَرَّان، وتخربُ سُمَيْسَاط، والماء الّذي لكُوزَن يأْخُذُونَهُ إلى القِبْلَةِ.

وقال في هذه المَقَالةِ: وتُشَالُ حِجَارَةُ الرُّهَا إلى حَرَّان، ويُبْنَى بها لحَرَّان سُور وفَصِيْل، وفي الباب الّذي بين الشَّرْق والقِبْلَةِ يُبْنَى بَيْتٌ للعِبادَةِ، وذلك بأمْرٍ من قُوَّة سَيِّدنا الأعْمَى، وهو أمَرَني أنْ أُعَرِّفَكُم بهذه الأشياءِ، وأقُولُ إنَّ مَابُوْغ -وهي حَلَبُ- تَسْتَعِيْرُ من الأحْبَارِ، وتكُون الأمْنُ والسَّلامَةُ على جميع العَالَم.

وقد ذَكَرْنَا هذا الفَصْل فيما تقدَّم (١)، وأنَّهُ انْهَدَم مَوضِعٌ في سُور حَرَّان في سَنَة اثْنتين وخَمْسين وسِّتمائة، فاحْتيج إلى أنْ نُقِلَ إليه من سُور الرُّهَا حِجَارَة بُنيَ بها ما انْهَدَم من سُور حَرَّان، أخْبَرَني بذلك خَطِيبُ حَرَّان، ونَقَلْتُ ما نَقَلْتُهُ من هذا الكتاب على ما فيه من اللَّحْن، ورِكَّة الألْفاظ.


(١) لم يرد في هذا الجزء، وهو في الأقسام الضائعة من أول الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>