للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الزَّيَّات على القَبْض عليهِ بعد أنْ كان وَلَّاه سَيْف الدَّوْلَة الثُّغُور، فاجْتازَ بالمِصِّيْصَة، وقد بَلغَ ابن جِشٍّ ذلك فاسْتَوْحَش، وأظْهَر أنَّهُ عَرض لهُ النِّقْرِس، ولم يلْقَ ابنَ الزَّيَّات، وأطْمَعَه أنَّهُ كاتَب المُطِيعَ في أمر ابن الزَّيَّاتِ أنْ يُعِيدَهُ إلى وِلَايَة الثُّغُور، وأنَّ ابن عَمِّه الحَسَن بن مُحَمَّد المُهَلَّبيّ الوَزِير تكفَّل له بإيْصَالِ الكتاب إلى المُطِيع، وأظْهَر لابن الزَّيَّاتِ أنَّهُ يغَار أنْ يكون ابن الزَّيَّاتِ مَضْمُومًا إلى نَجَا غُلَام سَيْف الدَّوْلَة، فقام ذللك في نَفْسِ ابن الزَّيَّاتِ وصَدَّقَهُ، وعَصَى على سَيْفِ الدَّوْلَة، وأقام الدَّعْوَة لمَنْ بالعِرَاق، ثمّ لنَفْسِهِ، وقَطَع اسْم سَيْف الدَّوْلَة.

وكان إسْحاق بن جِشٍّ حين قَدِمَ حلَبَ سَمِعَ بها أبا عَبْد الله الحُسَين بن أحْمَد ابن خَالَوَيْه، وشَاهَدْتُ سَماعَهُ وسَمَاع ولده مُحَمَّد بن إسْحَاق على نُسْخَة أبي عَبْدِ الله بن خَالَوَيْه من الجَمْهَرَة لابن دُرَيْد في سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وثَلاثِمائة.

وحدَّثَ إسْحَاق بن جِشّ بالمِصِّيْصَة وطَرَسُوْس عن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن مَسْعُود، وأبي بَكْر مُحَمَّد بن إبْراهيم بن مَهْدِي، والحَسَن بن حَبِيْب الكَرْمَانِيّ.

رَوَى عنهُ القُضَاةُ أبو عَمْرو عُثْمانُ بن عَبْدِ الله بن إبْراهيم الطَّرَسُوسِيّ، وأبو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الغَفَّار بن أحْمَد بن ذَكْوَان البَعْلَبَكِّيّ، ومُحَمَّدُ بن أحْمَد ابن يَعْقُوبَ المِصِّيْصيّ.

أخْبَرَنا أبو الفَضْل أحْمَد بن مُحَمَّد بن الحَسَن كتابةً، واجْتَمَعْتُ به بدِمَشْق في مَنْزِل شَيْخنا أبي اليُمْن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أنْبَأْنَا أبو القَاسِم النَّسِيبُ، وأبو مُحَمَّد بن الأكْفانِيّ وغيرهما، قالوِا: حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد عَبْد العَزِيْز بن أحْمَد، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين أحْمَدُ بن عليّ بن مُحَمَّد الدُّولَابِيّ البَغْدَاديّ الخَلَّال في رَجَب سَنَة عشرين وأرْبَعِمائة، قال: أخْبَرَنا القَاضِي


(١) تاريخ ابن عساكر ٥: ٦٩ - ٧٠ في ترجمة: أحمد بن علي الدولابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>