للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلّ واحدةٍ صنْعَةٌ تَصْنَعُها، لم أَرَ مثلَهُنَّ في الحُسْن والجَمَال، فقُلتُ: فيكُنَّ العَيْنَاءُ؟ فقُلْن: نحنُ من خَدَمها، وهي أمَامَك، فَمَضَيْتُ فإذا رَوْضَةٌ أَعْشَبُ من الأُوْلَى وأحْسَنُ، فيها عِشْرونَ جَارِيَةً، في يَدِ كلِّ جَارِيَة (a) صنْعَة تَصْنَعُها ليس العَشْرُ إليهنَّ بشيءٍ من الحُسْن والجَمَال، فقُلتُ: فيكُنَّ العَيْنَاءُ؟ قلن: نحنُ من خَدَمها وهي أمامَك، فإذا أنا بِرَوْضَةٍ وهي أعْشَبُ من الأُوْلَي والثَّانيَةِ في الحُسْن والجَمَالِ (b)، فيها أرْبُعونَ جَارِيَةً في يَدِ كُلّ واحدةٍ منهُنَّ صنْعَةُ تَصْنَعُها ليسَ العَشْرُ والعشرُونَ إليهنَّ بشيءٍ في الحُسْنِ والجَمَالِ، قُلتُ: فيكُنَّ العَيْنَاءُ؟ قُلن: نحن من خَدَمها، وهي أمَامكَ، فَمَضَيْتُ فإذا أنا بيَاقُوتةٍ مُجَوَّفَة، فيها سَرِيرٌ، عليه امْرَأة قد فضَل جَنْبَاها السَّرير، قُلتُ: أنتِ العَيْنَاء؟ قالت: نَعَم، مَرْحَبًا، فذَهَبْتُ أضَعُ يَدِي عليها، قالت: مَهْ! إنَّ فيك شَيئًا من الرُّوْح بَعْدُ، ولكن تُفْطِرُ عندَنا اللَّيْلة، قال: فانْتَبَهْتُ (c)، قال: فما فَرَغ الرَّجُل من حَدِيثه حتَّى نَادَى المُنَادِي: يا خَيْلَ اللّهِ ارْكَبِيّ، قال: فركِبنا فصَافَّنَا العَدُوّ، قال: فإنَّنِي لأنْظُر إلى الرَّجُل وأنْظُر إلى الشَّمْس وأذْكُرُ حَدِيثَهُ فما أدْرِي رَأسُه سَقَط أم الشَّمْسُ سَقَطَتْ.

أنْبَأنَا حَسَن بن أحْمَد الصُّوْفِيّ، عن الحافِظ أبي طَاهِر، قال: أخْبَرَنَا ثَابِت بن بُنْدَار، قال: أخْبَرَنَا الحُسَيْن بن جَعْفَر، قال: أخْبَرَنَا الوَلِيد بن بَكْر، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن أحْمَد، قال: حَدَّثَنَا أبو مُسْلم صَالِح بن أحْمَد بن عَبْد اللّه العِجْليّ، قال: حَدَّثَنِي أبي (١)، قال: وأبو بَكْر بن أنَس [بن] (d) مَالِك بَصْرِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.


(a) كتب فوقها في الأصل: "صـ"، وكتب الهامش: واصدة، وهي - أعني: واحدة - رواية الغيلانيات، والمثبت موافق لما عند ابن عساكر ٦٦: ٢٠، وتهذيب الكمال ٣٣: ٨٦.
(b) لم ترد في الغيلانيات.
(c) الغيلانيات: فانتهت.
(d) ساقطة من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>