العَاليَةِ ورَاءَ نَجْدٍ، فظَفِرَ بهم بعد قِتَالٍ شَدِيدٍ، وقال: [من السريع]
نُبِّئْتُها تَسْألُ عن مَوْقفِي … بأرْضِ شَرْجٍ والقَنَا شُرَّعُ
وعن عُقَيْلٍ إذْ صبَحْناهُمُ … وقد تَلَاقَى الحُسْرُ والدُّرَّعُ
وَقَد أتانا مِنهُمُ فَيْلَقٌ … حَامٍ حمَاهُ ما لَهُ مَدْفِع
شَدَدْتُ فيهم شَدَّ ذِي صوْلَةٍ … قد جَرَّبَتهُ الحَرْبُ لا يُخْدَعُ
إذ فُلِقَتْ هَامُ أُسُودِ الوَغَى … وقُطَّتِ (a) الأسْوُقُ والأذْرُعُ
ووَجَدْتُ في هذه الأبياتِ زِيَادَةً قرأتُها بخَطِّ الوَزِير أبي غَالِب عَبْد الوَاحِد بن مَسْعُود بن الحُصَيْن (١)، وهي بعد البيت الثَّالث: [من السريع]
حتَّى إذا ما كَشَّرتْ نَابَها … وعِيْفَ كأسُ المَوْتِ لا يُكْرَعُ
نَجْنِي نُفُوسًا بَيْنَ سُمْرِ القَنَا … فَهْيَ كَكَرِّ الطَّرْفِ أو أَسْرع
وبعد بَقِيَّة الأبْيَات خَتَمها بقَوْلهِ: [من السريع]
لا تزجُريني عَنْ طلَابِ العُلَا … ما إنْ ينالُ العِزَّ مَن يضْرَعُ
أنا سَعيدٌ وأَبي أحْمَدٌ … بالسَّيْف ضَرِّي وَبِهِ أنْفَعُ
أرادَ بقَوْله: وأبي أحْمَد: حَمْدَان، لأنَّ اشْتِقاقهما واحدٌ.
ونَقَلْتُ من خَطِّ الوَزِير أبي القَاسِم: وغَزَا أبو العَلَاء سَنَة تِسْع عَشرة وثَلاثِمائة، فأوْغَل في بلاد الرُّوم وقَتَل وسَبَى وغَنِم، وكان معه خَمْسَة آلاف فَارِس من العَرَب، كُلّ ألفٍ بلون من الرَّايَاتِ والعَذب على أرْمَاحهم. وهذا مَنْظرٌ عَجَبٌ إذا تَصَوَّرْتَه.
(a) ق: وفطه.