للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللِّطَاف، وله شِعْرٌ حَسَنٌ كوَجْههِ، وفَضْلٌ يضْعُف الوَصْف عن بلُوغ كُنْهِه، وليسَ يَحْضُرني من شِعْره إلَّا ما مَدَح به الصَّاحِبَ نِظَامَ المُلْكِ على بابِ قِنَّسْرِيْن في رَجَب سَنَةَ ثَلاثٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة (a): [من الكامل]

ماذا على طَيْفِ الكَرَى لو عَادَا … دَنِفًا تَنَاهَى (b) سُقْمُهُ وتَمَادَى

فنِهايَةُ المأمُوْل منْهُ لِمَامُهُ لو … كان في إلْمَامِهِ مُنْقَادَا

أبدًا أضمُّ جفُونَ عَيْني علَّهُ … يَأوِي إلى إنْسَانِها (c) مُعْتَادَا

فيَقَر قَلْبٌ ليْسَ يهْدَأ سَاعةً … ويَنامُ طَرْفٌ لا يَذُوق رُقَادَا

هَيْهاتَ ليسَ يَزُور طَيْفٌ مُقْلَةً … ألِفَتْ سكُوبَ مَدَامِع وسُهَادَا

يا رَاحَةَ الأرْوَاح أَنْصِفْ مرَّةً … فلقد بَلَغْتَ بظُلمكَ الآمَادَا

أوَمَا تَرَى فَصْل الرَّبِيْع وقد غَدَا … أشْهَى الأوَانِ إلى القُلُوب مُرَادَا

والأرْض من خِلَعِ الغَمَامِ تَدَرَّعَتْ … حُلَلًا تَعُمُّ تَهَائمًا ونِجَادَا

وتلَفَّعَتْ صُلْعُ الأباطِح والرُّبَى … من مُوْنقِ العُشْب الأَثيثِ بجَادا

فتَظنّ أنْفَاسَ الشّمَالِ مَرِيْضةً … والطّيْر حَوْل وسَادها عُوَّادَا

وشَبَاة مَمْشُوق القَوَام مُهَفْهَفٍ … فَلَّتْ مُذْربه الشِّفارِ حِدَادَا

إنْ سَلَّهُ من غمْدِ مَقْلَمةٍ غَدَا … صِلًّا يمجُّ من اللَّهَاةِ مِدَادَا

أرَى لمَنْ أبْدَى خُلوصَ وَلائهِ … ونَقِيع سُمٍّ للمُريْدِ عنَادَا

وإذا مَشَى بين الثَّلاث لكتْبةٍ … أبصَرْتَ (d) منه فَضَائِلًا آحَادَا

خَطٌّ يَرُوق رُوَاؤُهُ فكأنَّما … نَشَرتْ أنَاملُهُ بها أبْرَادَا


(a) بعده في م: يقول.
(b) دمية القصر: تناءى.
(c) دمية القصر: إنسانه.
(d) الأصل: أنصرت، ومهملة في م، والمثبت عن الدمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>