أَرَسْلَان على حَلَب ورَحَلَ عنها، وتَنَكَّر مَحْمُود على أَصْحَابهِ، قَبَضَ على أبي العَلَاءِ، وتغيَّر له ممَّا كان عليه.
وذَكَرَ أبو غَالِب هَمَّام بن الفَضْل المَعَرِّيّ (١): أنَّهُ كان وَزِيرًا لمحمُود، وقبضَ عليه في سَنَة ثَلاثٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة، حين عادَ إلى حَلَب بعد رَحِيْل السُّلْطان عنها وتَوجُّهه مع السُّليمَانِيّ إلى نَاحِيَةِ دِمَشْق.
أخْبَرَنَا الخَطِيبُ أبو عبد الرَّحْمن مُحَمَّدُ بن هاشِم بن أحْمَد بن عَبْد الوَاحِد بن هاشِم، قال: أخْبَرَنِي أبي هاشِم، قال: أخْبَرَنِي أبي أحْمَد، قال: أَخْبرَني أَبو مُحَمَّد عَبْد اللّه بن مُحَمَّد سَعيد بن سِنَان، قال، ح.
وأَنْبَأنَا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَةِ اللّه بن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنَا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي مُحَمَّد عَبْدِ اللّه بن مُحَمَّد بن سَعيد بن سِنَان الشَّاعر: كَتَبَ إليّ الشَّيْخُ أبو العَلَاءَ زُرْعَة بن مُوسَى الكَاتِب (٣): [من الطويل]
وكُنت على الأيَّام دُوني طَلِيْعةً … وَرِدْءًا إذا كَرَّتْ عليَّ جُيُوشُها
فما أنا إلَّا كالطَّريْدَة غرَّها … الفِرَارُ فأضحت كُلُّ كفٍّ تَنُوشُها
فَكَتَبْتُ إليهِ (٤): [من الطّويل]
كتبْتَ فهَجَّنتَ الّذين تَقَدَّمُوا … وأَعْلَمْتَنا أنَّ التَّأخُّرَ في السَّبْق
وأَغْضَيْتَ عن نَظْم القَرِيْض سَمَاحَةً … به فظَننَّا أنَّ ذلك عن حَقِّ (a)
(a) ابن عساكر: بالحق، وكتب ابن العديم في الهامش عنده: "وقال الحافظُ: بالحق".