للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البَرَكات الحَسَن، وأبي مَنْصُور عَبْد الرَّحمنِ ابْنَي مُحمَّد بن الحَسَن بن عَسَاكِر، وأبي الفُتُوح مُحمَّد بن مُحمَّد البَكْريّ، وأبي نَصْر مُحمَّد بن هِبَةِ الله بن الشِّيْرَازيّ وغيرهم، ثُمَّ عادَ إلى العِرَاق، وسَمِعَ في طَرِيقه بحَرَّان والمَوْصِل وإرْبل وغيرها من البِلَادِ.

كَتَبَ عنه أبو البَرَكات ابن المُسْتَوفِيّ، وذِكَرَهُ في تاريْخ [إرْبل] (a).

وكان يَنْظِم شِعْرًا لا بأسَ به، فمن شِعْره يَهْجُو رَجُلًا يُدْعَى بالعَفِيْف، وأظُنُّني سَمِعْتُها منه: [من مجزوء الخفيف]

يا عَفِيْفًا أخَفَّ مِن … ريشَة الطَّير عَقْلُهُ

وثَقِيلًا على النُّفُو … سِ كثهْلان ثقْلُهُ

وفَقِيْهًا شُرْبُ المُثَلَّـ … ـثِ ممَّا يُحلُّهُ

فلَقد خَابَ مَنْزِلٌ … أنْتَ فيهِ تَحُلُّهُ

ومن شِعْره ما ذَكَرهُ أبو البَرَكات بن المُسْتَوفِيّ في تَرْجَمته من تَارِيْخ إرْبل (١)، وشَاهدْتُه بخَطِّه، وقال: أنْشَدَني لنَفْسهِ: [من الطويل]

تَوَهَّمْتُ أنَّ العِلْم آفَة حِفْظهِ … لقلَّةِ تكرارٍ وكَثْرة بَلْغَمِ

وما ذَاكَ وَهْمٌ صَادِقٌ غير أنَّ مَنْ … يَخَاف المَعَاصِي واتَّقَى الله يَعْلَم

تَوَجَّه رِزْق الله البَاجَبَّارِيّ في رِحْلته إلى هَرَاة، وبَلَغَني أنَّهُ تُوفِّي بها في شَهْر رَبِيع الآخر من سَنَة خَمْس عَشرة وسِتِّمائة.


(a) ساقطة من الأصل والنص متصل، وانظر تاريخ إربل لابن المستوفي ١: ٢١٩ - ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>