للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

تَرَى الدّرَّ مَنْظومًا إذا كان باسِمًا … ولكنَّه للدُّرِّ بالنُّطقِ يَنْثُرُ

ونكْهَتُهُ المِسْكُ الذَّكِيُّ تَخالُها … بُعَيْدَ الكَرى بل مازَجَ المِسْكَ عنبَرُ

وريقَتُه يَشْفي المُتَيَّمَ رَشْفُها … ورائِقُها عندَ الترشُّف يُكسرُ

بأجْفانهِ إمَّا دَنا سِحْرُ بابِل … ومنْ لَفْظِهِ أو لَحْظِهِ الصَّبُّ يُسْحَرُ

إذا صَدَّ صَدَّ الصَّبْرُ عَنِّي بصَدِّهِ … ويَهْجُرني طَيْفُ الكَرَى حينَ يهجُرُ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من المتقارب]

حَفِظتُ العُهودَ وضَيَّعتُمُ … فأينَ الحِفاظُ وأينَ العُهُودُ؟

فَفِي القَلْبِ منكُم جوَىً نارُهُ … لها في الحشَا مُذْ حَلَلْتُم وَقُودُ

أأَكتُم ما بيَ من حُبِّكُم … وقد خُدِّدَتْ بالدُّمُوعَ الخُدُودُ

وإنْ أنا أنبأتُ سِرَّ الهَوَى … فَها زَفْرَتِي وَدُمُوعِي شُهُودُ

وقَد كُنْتُ قبلَ الهَوى صَابرًا … جَليْدًا وَفي الحُبِّ يَفْنَى الجَلِيدُ

سَقَى اللّهُ نَجْدًا وأرْضَ الحِمَى … مُلْثًّا بتلكَ المَغاني يَجُودُ

أحبُّ زَرودًا وتلكَ الرُّبوعَ … فكم جَمَعَتْنا قَديمًا زَرودُ

وكم قد سَحَبتُ بُرودَ الشَّبَاب … بها فازَدَهَتني تلكَ البُرودُ

وكانَ الشَّبابُ شَفِيْعِي وَليَ … غَدائِرِ تَسْبي المُحَبِّينَ سُودُ

فَشِبتُ وما شَابَ وَجدِي بكُم … وإنْ كُنْتُ شِبتُ فَحُبِّي وَلِيدُ

وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدَنِي لنَفْسهِ أبْيَاتًا في طَريق مَكَّة، وقد حَجَّ من العِرَاق في سَنَة ثلاثٍ وستِّمائة، وحجَّ في تلك السَّنَة صَدْر جَهَان، وكانت الوَقْفَة الجُمُعَة، وهَلَكَ من الحاجِّ خَلْقٌ كَثيرٌ من العَطَش، ولا سيِّما في مَنْزلةٍ به تُسَمَّى العُسَيْلَة: [من مجزوء الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>