===
يا سَائِلِي عَمَّا جَرَى … إنِّي اخْتَصَرتُ لَكَ العِبارَه
إنَّ العُسَيْلَةَ أَصْبَحَتْ … فيْنا حَلاوَتُها مَرارَه
وكذا النُّقَيْرَةُ قَبْلَها … عُدِمَ الفَتَى فيها قَراره
كم من شَباب شَاحِبٍ … بعدَ المَلاحَةِ والنَّضَارَه
أضْحَى بقَفْرٍ عادِمًا … فيه أقارَبِه وجَارَه
مُسْتَوطنًا بمَفَازَةٍ … وفِراشُه فيها الحِجَارَه
لا لَيْلَه نَدرِي بهِ … عنْدَ الظَّلام ولا نَهارَه
ولكم رَأى مَنْ يَسْتَجِيـ … ـــرُ به ولكنْ ما أجَارَه
تَرَكَ النِّسَاءَ أرَاملًا … وجَفا لِسَفْرَته دِيارَه
كم من وَقُورٍ عادِمِ … بالمَوْتِ بينَهُم وَقَارَه
مُتَوسِّد يُمناهُ فو … قَ جَبِينه ألْقَى يَسارَه
كم مُرْضع وَرَضِيعها … تُومي إلَيْنَا بالإِشارَه
مَن ذا يُبَرِّد غُلَّتِي … بالمَاءِ يَربحُ بالتِّجَارَه؟
كم مُترَفٍ ومُنَعَّمٍ … والرَّمْلُ قد أضْحَى دِثارَه
كم ماتَ مِنْهُم جالِسٌ … بينَ الحِجَارَةِ والمَحَارَه
كم من وجُوهٍ سوّدَت … منْ قبلُ كانَت مُسْتَشارَه
كم من قِطارٍ ماتَ والـ … ــجمَّالُ مُتَّبعٌ قطارَه
وجَمِيعُهم صَرْعَى كأنَّ … السُّكرَ ألْبسَهم خُمارَه
وأتاهُمُ البَيْتُ الحَرا … مُ إلى العُسَيْلَة للزِّيارَه
إنَّ المَلائكةَ الكِرا … مَ أَتت إليهِم بالبشَارَه
إنَّ الإلهَ رَضِيْ لهم … في جَنَّة المأوى جِوارَه
قد كان يَنْتَفعُ الفَتى … بالذِّكْر لو أبْدَى ادِّكارَه