للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

يا سَائِلِي عَمَّا جَرَى … إنِّي اخْتَصَرتُ لَكَ العِبارَه

إنَّ العُسَيْلَةَ أَصْبَحَتْ … فيْنا حَلاوَتُها مَرارَه

وكذا النُّقَيْرَةُ قَبْلَها … عُدِمَ الفَتَى فيها قَراره

كم من شَباب شَاحِبٍ … بعدَ المَلاحَةِ والنَّضَارَه

أضْحَى بقَفْرٍ عادِمًا … فيه أقارَبِه وجَارَه

مُسْتَوطنًا بمَفَازَةٍ … وفِراشُه فيها الحِجَارَه

لا لَيْلَه نَدرِي بهِ … عنْدَ الظَّلام ولا نَهارَه

ولكم رَأى مَنْ يَسْتَجِيـ … ـــرُ به ولكنْ ما أجَارَه

تَرَكَ النِّسَاءَ أرَاملًا … وجَفا لِسَفْرَته دِيارَه

كم من وَقُورٍ عادِمِ … بالمَوْتِ بينَهُم وَقَارَه

مُتَوسِّد يُمناهُ فو … قَ جَبِينه ألْقَى يَسارَه

كم مُرْضع وَرَضِيعها … تُومي إلَيْنَا بالإِشارَه

مَن ذا يُبَرِّد غُلَّتِي … بالمَاءِ يَربحُ بالتِّجَارَه؟

كم مُترَفٍ ومُنَعَّمٍ … والرَّمْلُ قد أضْحَى دِثارَه

كم ماتَ مِنْهُم جالِسٌ … بينَ الحِجَارَةِ والمَحَارَه

كم من وجُوهٍ سوّدَت … منْ قبلُ كانَت مُسْتَشارَه

كم من قِطارٍ ماتَ والـ … ــجمَّالُ مُتَّبعٌ قطارَه

وجَمِيعُهم صَرْعَى كأنَّ … السُّكرَ ألْبسَهم خُمارَه

وأتاهُمُ البَيْتُ الحَرا … مُ إلى العُسَيْلَة للزِّيارَه

إنَّ المَلائكةَ الكِرا … مَ أَتت إليهِم بالبشَارَه

إنَّ الإلهَ رَضِيْ لهم … في جَنَّة المأوى جِوارَه

قد كان يَنْتَفعُ الفَتى … بالذِّكْر لو أبْدَى ادِّكارَه

<<  <  ج: ص:  >  >>