للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

ولَرُبَّ قَائِلَة: سُيُوْلُ الجُودِ لمْ … رَكَدَتْ وكانَتْ جَمَّةَ التَّيَّارِ

فأجَبْتُهَا لا تُنْكِرِي هذا فَقَدْ … جَمُدَ النَّدَى لبُرُوْدَةِ الأشْعارِ

نِصْف البيت الأخِير لابن حِكِّينا البَغْدَادِيّ.

وأنْشَدَنِي؛ قال أنْشَدني لنَفسهِ: [من الوافر]

يَرِقُّ لِيَ العَوَاذِلُ وهيَ تَجْفُو … وأُنْكرُ حُبَّهَا والسُّقْمُ عُرْفُ

بَدَتْ كهِلَالِ دَجْنٍ والثُّرَيَّا … مُنَظَمَةُ لها قُرْط وشَنْفُ

فلا وأبِيْكَ لَمْ يَكُ غَيْرُ لَمْحٍ … واسآرُ الدُّجَى كالصَّدِّ وُجْفُ

وقَالُوا في الضَّغَائِنِ أمُّ خِشْفٍ … سَرَتْ ولخِدْرِهَا الخِرصَانُ سِجْفُ

وفَوْقَ عُقُوْدِهَا قَمَرٌ مُنِيرٌ … وتَحْتَ ثيِابِها خُوطٌ وحَقْفُ

فقُلْتُ لصَاحِبي ظَعَنَتْ سُلَيْمَى … فَدَمْعِي بَعْدَ مَسْرَاها مُسِفُّ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني وقد أهدي إلى المَلِك الأفْضَل سِرْوَة من شَمْع في كأسِ رُخَام: [من البسيط]

ودَوْحَة ما سَقاهَا شأنُ غَادِيَة … تَمِيْسُ في كأسِها كالشَّادِنِ الثَّمِلِ

كأنَّ أصْفَرَها لَوْني واحْمَرَها … دَمْعِي وأبيَضَها وَجْهُ المَلِيْكِ عَليْ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدني لنفسهِ في قُوَيْق، وقد مُلء، وهو وابن نَظِيف وَاقِفان عليه: [من الكامل]

ولقَدْ وَقَفْتُ على قُوَيْقٍ عنْدَما … وَافَاهُ سَيْلٌ ليْسَ بالمَمْنُوعِ

لو لَمْ يُكَدِّرْهُ لقُلْتُ مَواهِبُ … ابنِ نظيْفَ للعافِي بغَيْرِ شَفِيعِ

وكَذاكَ لولا بَرْدُهُ لحَسِبْتُهُ … لمَّا تَوَلَّىَ الظَّعْنُ فيضَ دُمُوعِيْ

<<  <  ج: ص:  >  >>