للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْمَد بن عليّ الأسَدِيّ إجَازَةً، قال: أنْشَدَني أبو الرِّضَا سَالِم بن الحَسَن بن عليّ الحَلَبَيُّ بها: [من الطويل]

أنا (a) مُقْبِلٌ والدَّهْرُ عنِّى مُعْرِض … تَقَسَّمَ لَحْمي بينَ نَابٍ وأظْفَارِ

ويا مُرْسِلَ النُّعْمى على كُلِّ حالةٍ … إليَّ قَرِيبًا كُنْتُ أو نَازِحَ الدَّارِ

ويا مَنْ تَرَاني حيثُ كُنْتُ بقَلْبِهِ … وكم مِن أُناسٍ لا يَرَوْني بإبْصَارِ

أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ إذْنًا، وسَمِعْتُ منه إسْنَادَهُ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد القَاسِم ابن الحافِظ أبي القَاسِم عليّ بن الحَسَن، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، ح.

وأخْبَرَنا أبو مُحَمَّد القاسِم في الإجَازَة العامَّة، قال: حَدَّثَنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُحَسِّن بن أحْمَد بن المِلْحِىّ السُّلَمِيّ، بلَفظه وكَتَبَهُ لأبي بخَطِّه وسَمِعْتُه منه معَهُ، قال: أبو الرِّضَا بن النَّحَّاس، شَيْخٌ حَلَبيٌّ هو ابنُ أُخْتِ أبي نَصْر الوَزِير العَالِم المُفِيد الكَاتِب الشَّاعر المُجِيْد، وكان أبو الرِّضَا وَصَلَ إلى دِمَشْق عند القَبْض على خَالهِ لأخْذ حَالهِ (b) فاجْتَمَعْتُ به، وتحدَّثتُ معه، وأنْشَدَني أبو الرِّضَا لخَالهِ: [من الكامل]

يا قلبُ أنْتَ أَذِنْتَ لي فى هَجْره … وزَعَمْتَ أنَّكَ قَاصِرٌ عن ذِكْرِهِ

وضَمِنْتَ إنْجادِي علَيهِ بسَلْوَةٍ … لا أتَّقِي فيها عَوَاقِبَ غَدْرِهِ

ورَجَعْتَ تَطْلُبُهُ وأنتَ أضَعْتَهُ … هَيْهاتَ فاتَ الحَزْمَ فَارِطُ أمْرِهِ

فاسْتُحْسِنَتْ هذه الأبْيَاتُ حتَّى غَنَّى بها القيَانُ، وهَام بها الشُّيُوخ والشُّبَّان، فعَمِل أبو الرِّضَا: [من الكامل]

يا طَرْفُ أنْتَ طَرَحْتَنىِ في حُبِّهِ … وزَعَمْتَ قلبَكَ في هَوَاهُ كقَلْبِهِ

حَتَّى إذا لَفَحَتْكَ نِيْرَانُ الجَوَى … فحُرِمْتَ ما أَمَّلْتَهُ مِن قُرْبِهِ


(a) الأصل، ق: أيا، ولو كانت كذلك فحق الذي يليه أن يكون: مقبلًا.
(b) كذا في الأصل مؤكّدًا بحرف الحاء تحته، ومثله في ترجمته له في الكنى (في الجزء العاشر بعده) وعند ابن عساكر ٦٦: ٢٣٢: خاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>