===
قال فيها:
فَتَهَنَّ السُّرُورَ فالوَقْتُ مَصْقُـ … ـولُ الحَوَاشِي مُحبَّرُ الأبرَادِ
إنْ تَعِشْ [ … ] فَعِش ألْفَ عَامٍ … كُل يَوْمٍ عِيْدٌ مِنَ الأَعْيَادِ
أنْتَ شِبْلُ السُّلْطَانِ حَقًّا وما الأَشْـ … ـبالُ إلَّا طَبَائُع الآسَادِ
فتَوَلَّ البِلادَ وانْهَضْ بعَزْم الـ … ـجدِّ فَالسَّعْدُ في نَمًا وازْديادِ
وابْسُطِ العَدْلَ واعْتَمِدْ هِمَمَ الأَخْـ … ـيَارِ والصَّالِحيْنَ والزُّهَّادِ
واغْتَنم منْهُمُ الدُّعَـ … ـاءَ فمَّا نَصْرُكَ إلَّا بهِمَّةِ العُبَّادِ
وتَحقَّقْ إنّ الرَّعِيَّةَ في حَرَّان … قَدْ أقْلَصُوْكَ مَحْضَ الوِدَادِ
فتَوَخَّ الإِحْسانَ جُهْدَكَ فيهِمَ … والْغِ قَوْلَ الحُسَّادِ والأضْدَادِ
يا لها مِنْ سَعَادَةٍ تَمَّ بُشْـ … ـرَاهَا ويا بَرْدَهَا على الأكْبادِ
وأنْشَدَنِي أيضًا، قال: أنْشَدني لنفسهِ، وقد خَلَع عليه السُّلْطان المَلِك النَّاصِر صَلاح الدِّين، أدَامَ اللهُ دَوْلته: [من الطويل]
بأيِّ لِسَانٍ يشكُر العَبْدُ مَولَاهُ … وتقصِيْرُهُ في كُلِّ حَالٍ قُصَارَاهُ
وكَيْفَ يُطِيقُ الجَرْزُ أنْ يَشْكُرَ الحَيَا … إذَا جادَهُ الجود النَّمِيرُ فأحْيَاهُ
وأنِّي لمَنْ أضْحَتْ عليهِ سَوَابغٌ … منَ المَنِّ ممَّنْ عَرَّفَتْني عَطَاياهُ
عَقِيدَ النَّدَى لا زالَ جُوْدُكَ جَائِدًا … وكَفُّكَ وكَّافًا على الخَلْقِ جَدْوَاهُ
بسَطْتَ يَدِي حتَّى ظَننتُكَ قَابضًا … يَدَ الدَّهْرِ عَنِّي مع تَفَاقُمِ بلوَاهُ
وعلَيتَني حمَّما ظَننتُ بأنَّني … سَاعْبُرُ عنْ بُرْجِ السِّمَاكِ ومأوَاهُ
وشَرَّفْتَنِي طُوْلَ الزَّمَانِ بِخِلْعَةٍ … بَلَغْتُ بها مِنْ شَامِخِ العِزِّ أقْصَاهُ
لَئِنْ كان جِلْبَابُ التَّطَوُّلِ ضَافِيًا … على باديكَ الكَريمِ مُحَيَّاهُ
كأنَّ جَلَابِيْبَ المحبَّةِ قدْ حَوَتْ … فُؤَادِى فأَنْتَ اليَوْمَ سِرِّى ومَعْنَاهُ