النَّصْرانيَّة، وبها كُرسِيّ بَاطْرَهْ، وهو المُقدَّم على التَّلاميذِ، وهو سَمْعُون (١)، وقيل: إنَّه هو الّذي ابْتَدأ بُنْيان الكَنِيْسَة بأَنْطاكِيَة، الّتي تُسمَّى القُسْيَان.
وقَرَأت بِخَطِّ الشَّريف إِدْرِيس بن حَسَن بن عليّ الإِدْرِيسِيّ (٢) المُؤرِّخ ما ذكَرَ أنَّه نقلَهُ من تاريخ أَنْطاكِيَة لبَعْضِ النَّصارَي: أقلوذنوسْ ملكَ ثلاثَ عَشرة سَنَة وتسْعَة أشْهرٍ، وسُمِّيَ المُؤمنونَ بالمَسِيْح - يعني في أيَّامهِ - بأَنْطاكِيَة: نَصارَى، ومنها كان ابتداء النِّسْبة، وانتشر هذا الاسْم في سائر البلادِ.
وذَكَرَ في هذا التَّاريخ: يُوسْطلْيانُوس مَلَكَ تسعًا وثلاثين سنةً، وفي السَّنَة الثَّالثة من مُلْكِهِ خُسِفَ (a) بأَنْطاكِيَة. وأبصرَ رجُلٌ قَدِّيسٌ في نومهِ قائلًا يقُول له: تكتبُ على أبْوابِ المَدِينَة: الله مَعَنا، ومن ذلك اليوم دُعِيَتْ مَدِينَة اللهِ.
وقَرَأتُ في بعض تَواريخ المَسِيْحيَّة: أنَّ مَقام الرُّوم بأَنْطاكِيَة، وكانوا يَدْعونَها: مَدِينَة اللهِ، ومَدِينَة المُلْكِ، وأُمّ المُدُن، وإنَّما قيل لها أُمّ المُدُن؛ لأنَّها أوَّل بَلَدٍ ظهرَ فيه دين النَّصْرانيَّةِ، وسُمِّيت مَدِينَةَ اللهِ، لأنَّه خُسِفَ بها في السَّنَةِ الثَّالثة من مَمْلكة يُوسْطِلْيانُوس الرُّومِيّ، وأبصر رجُلٌ صالِحٌ في نَوْمِهِ قائلًا يقُول: تكتبُ على أبواب المَدِينَة: الله مَعَنا، فدُعِيَتْ من ذلك اليوم مَدِينَةَ الله.
(a) ضبطها في هذا الموضع. وكذا تاليه - بإسكان السين، إلا أن يكون قد وقع سقط وأن العبارة: " [حدث] خسف بأَنْطاكِيَة".