للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو سَعْد: أنْشَدَني سَرَايَا بن هِبَة اللّه الحَرَّانيّ، من أهْل دِمْيَاط، إمْلاءً، قال: أنْشَدَني أبو الحَسَن بن الرَّءَّايين (a) بكَنْبَايتَ من أرْضِ الهِنْد: [من الطويل]

وما وَجْد أعْرَابيَّةٍ قَذَفَتْ بهِ … صُرُوف النَّوَى من حيثُ لَم تك ظنَّتِ

تمنَّت أحَاليبَ اللّقَاحِ وخَيْمَةً … بنَجْدٍ فلَم يُقْضَى لها ما تَمنَّتِ

إذا ذَكَرتْ ماءَ العُذَيْب وطِيْبَهُ … وبرد حَصَاها آخر اللَّيْل أنَّتِ

لها أنَّةٌ عندَ العشَاء وأَنَّة … سُحَيْرًا فلولا انَّتَيْهَا (b) لَجُنِتِ

قال السَّمْعَانيُّ: قال لي سَرَايَا بن هِبَة اللّه: فأجَزْتُها أنا بأبْيَاتٍ من عند نَفْسِي كما جاءت: [من الطويل]

كوَجْدِي إذا ما بتُّ أرْعْى نُجُومهَا … وأطْوِي الفَيَافِي حيثُ ما هِيَ حَلَّتِ

بنَفْسِي أفدِي مَن بها طَابَ مَجْلِسي … وغَابَ سُرُوري حِينَ ما هِيَ وَلَّتِ

فيا رَبّ يا رَحْمانُ تَجْمَعُ بَيْنَنا … وأبْلغْ مُنَايَ قَبْلَ أُدْخلُ حُفْرتي

وأشْكُو إليها ما لَقِيْتُ مِنَ الضَّنَا … ودَمْعِي على الخِدَّين يَجْري لغُرْبتي

قَرأتُ بخَطِّ الحافِظ السِّلَفِيّ: سَرَايَا هذا وُلد بحَرَّان سَنَة أرْبْعٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة في صَفَر، على ما ذَكَرَهُ لي، ودَخَلَ دِيَار مِصْر في تِجَارةٍ، ثُمَّ أقامَ بدِمْيَاط مُدَّةً، ودَخَلَ على الكِبَر خُرَاسَان، فسَمِعَ ببَلْخ عُمَر بن أبي الحَسَن البِسْطَامِيِّ، وعُثْمان بن أحْمَد بن الشَّرِيك، ومُحَمَّد بن عُمَر الأَشْهَبيّ، وغيرهم، وذَكَرَ لي أنَّهُ سَمعَ أبا مُحَمَّد التَّمِيْمِيّ ببَغْدَاد وآخرين بدِمَشْق، وغيرها من البُلْدان، وكان حَرِيصًا على الحَدِيْثِ سَمَاعِهِ، نَفَعَهُ اللّهُ بذلك، وقد دَخَل الحِجَازَ واليَمَن وبلاد الهِنْد، قَدِمَ علينا الإسْكَنْدَرِيَّة سَنَة أرْبْعٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة في جُمَادَى الأُوْلَى.


(a) مهملة في الأصل، ويمكن أن تُقرأ: الرَّءَاس.
(b) فوقها في الأصل: "صـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>