للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لياقوت، وسأله الشريف عزُّ الدين الحُسَيْنيّ عن مولده فقال بمثله (١)، بينما أورد الذهبي القولين وأضاف لهما قولا آخر: "ولد سنة ثمان أو ست أو ثلاث وثمانين وخمسمائة" (٢)، وشَذَّ المَقْريزيُّ عن الجميع فأرَّخَ مولده في سنة ٥٨٩ هـ (٣).

وفي سن السابعة من عمره، ألحقه والده بالمكتب ليتلقى تعليمه الأوَّليَّ مع أقرانه (٤)، فختم القرآن حفظا وعمره تسع سنين، وقرأه بالعشر عندما بلغ السنة العاشرة من عمره (٥)، وذكر ابن العديم في ترجمة شيخه أبي اليمن الكندي - الآتية في الجزء التاسع من هذا الكتاب - شيئا من أوَّليَّاتِ تعليمه، يقول:

"وكان سألني - أي الكِنْدِيُّ - وأنا أقرأ عليه: كم كان عمرك حين ختمت القرآن؟ فقلت له: تسع سنين، فتعجب من ذلك، وقال: كذلك أنا ختمته ولي تسع سنين! وأخرج إلى مفردات للشيخ أبي محمد وعليها خطه بقراءته عليها، وأراني خط الشيخ أبي محمد له، على بعضها أنه ختم القرآن عليه وهو ابن تسع، وجمعه بالعشر وهو ابن عشر، فذكرت له أني جمعته بالعشر ولي عشر سنين! ".

وكان لوالده الشيخ أحمد بن هبة الله - وهو قاض وخطيب - تأثير كبير في تعليمه الأوَّليِّ، وكان يأمل له أن يكون مدرسا لا قاضيا (٦)، فتعلم على والده الذي كان يُرَغِّبُهُ في حفظ المتون الفقهية بما يرغب به أمثاله من الصغار كالدراهم وخلافه، فحفظ كتاب اللُّمَعِ في أصول الفقه لأبي إسحاق الشِّيرازيّ (ت ٤٧٦ هـ)، وقرأه على شيخ حلب وقتها ضياء الدين الحسين بن هبة الله المعروف بابن دُهْن الحَصَى (ت ٦٠٨ هـ)، وحفظ في مدة يسيرة مختصر الإمام القُدُوريّ (ت ٤٢٨ هـ) (٧).


(١) الحسيني: صلة التكملة ١: ٤٦٩.
(٢) الذهبي: تاريخ الإسلام ١٤: ٩٣٧.
(٣) المقريزي: المقفي الكبير ٨: ٧٢٥.
(٤) ياقوت: معجم الأدباء ٥: ٢٠٨٣.
(٥) معجم الأدباء ٥: ٢٠٨٤، الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٢: ٤٢٣، المقريزي: المقفي الكبير ٨: ٧٢٥.
(٦) ياقوت: معجم الأدباء ٥: ٢٠٨٤، وانظره أيضا في ترجمة والده أحمد من كتاب البغية (الجزء الثالث).
(٧) معجم الأدباء ٥: ٢٠٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>