للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشِّعْر، ولم يَزَل يَطْلب ويَسْمع الحَدِيْث حتَّى عَلَت سِنَّهُ.

ووَقَف على أهْلِ الحَدِيْث كُتُبًا حَسَنة بالمَقْصُورتَيْن المَعْرُوفَتَيْن به وبوالده بالكَلَّاسَة من جامع دِمشْق.

وكان أخْبَرَني عنه جَمَاعَة من المُحَدِّثِيْن أنَّهُ يمتَنعُ من الرِّوَايَة والتَّحْدِيث، ثمّ إنَّني اشْتَريتُ أجْزاء من مَسْمُوعَاته، فوجدْتُه قد حدَّث بمَدْرَسَة أبيهِ بالقَاهِرَة في سَنَة ثمانٍ وعشرين وستِّمائة بشيء من حَدِيثه، وسَمِعَ منه جَمَاعَة من طَلَبة الحَدِيْث منهم صَاحِبُنا بالدِّيَار المِصْرِيّة أبو الحَسَن عليّ بن عَبد الوَهَّاب بن وَرْدَان.

ورَوَى لنا عنهُ شَيئًا من شِعْره أبو الفَضْل عبَّاس بن بَزْوَان الإرْبِليَ، وأبو عَبْد الله بن الصَّابُونِيّ، وكُنْتُ اجْتَمَعْتُ به في سنة ستٍّ وعشرين وستِّمائة بدِمشْق، وفي سَنة [سَبعْ] (a) وثَلاثين بمِصْر، ولم يتَّفق لي سَمَاع شيء منهُ.

أنْشَدَني أبو الفَضْل عبَّاس بن بَزْوَان، قال: أنْشَدَني القَاضِي الأشْرَف أحْمَد بن عبد الرَّحيم بن عليّ بن البَيْسَانِيّ لنَفْسِه، وقال: أنْشَدتُها الوَزِير ببَغْدَاد ارْتِجَالًا حين أُرْسلْتُ إلى بَغْدَاد (١):

يا أيُّها المولَى الوَزِيرُ ومَنْ لهُ … نِعَمٌ حَلَلْنَ من الزَّمان وثَاقي

مَنْ شاكَرٌ عنِّي بذاكَ (b) فإنَّني … من عُظْم ما أولَيْتَ ضَاقَ نطَاقي


= العسقلاني ١: ١٩٤ وضبطه بالحرف، شذرات الذهب ٦: ٤١٤، وضبط الزبيدي الاسم بضم التاء وسكون النون. تاج العروس، مادة: سفر.
(a) ترك المؤلف موضع السنة بياضًا، وكان ابن العديم قد زار مصر مرات عديدة، وتتبعنا سيرته وأسفاره خلال عشر الثلاثين، فلم يكن له خروج إلى مصر إلا في سنة ٦٣٧ هـ، رسولًا إلى الملك العادل للتهنئة بما حققه جيشه من انتصار على الإفرنج في غزة، وقد تقدم له ذكر سفرته لمصر هذه في ترجمته المتقدمة لأحمد بن الخليل الخُويّيّ. وانظر: زبدة الحلب ٢: ٦٩٣.
(b) ابن الشعار وابن دقماق: نداك.

<<  <  ج: ص:  >  >>