ابن مُحَمَّد بن مُفَرِّج الأُمَويّ الأنْدَلُسِيُّ، الإشْبِيلِيُّ، العَشَّابُ، الزَّهْرِيُّ، النَّبَاتِيُّ، الحَزْميُّ، المَعْرُوفُ بابنِ الرُّوميَّة، بإشْبِيليَة.
سَمعَ من أبي عَبْد اللّه مُحَمَّد بن سَعيد بن زَرْقُون، وأبي بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد اللّه بن يَحْيَى بن الجَدّ، وأبي مُحَمَّد أحْمَد بن جُمْهُور بن سَعيد القَيْسِيِّ، وأبي بَكْر مُحَمَّد بن عليّ بن خَلَف التُّجِيْبيّ، وغيرهم.
ورَحَل وسَمِعَ ببَغْدَاد من غير واحدٍ، ولَقِيتُه بمِصْر بعد عَوْده من الرِّحْلَةِ، وحدَّثَ بمِصْر أحَادِيْث من حِفْظه، ثمّ تَوَجَّه إلى المَغْرب، ولم يَتَّفق لي السَّمَاعُ منه، وجَمع مَجاميع.
والعَشَّابُ: بالعَيْن المُهْملَة (a) والشِّيْن المُعْجَمة المُشَدَّدَة، وبعد الألف باء بواحدةٍ. والزَّهْرِيُّ: بفَتْح الزَّاي وسُكُون الهاءِ، والنَّبَاتِيُّ: بفَتْح النُّون وبعدها باءٌ بواحدة مَفْتُوحَةٍ، وبعد الألف تَاءٌ ثالث الحُرُوف، وكُلّ ذلك نِسْبَةٌ إلى مَعْرفَة الحَشِيْش والنَّبَات. ويُقالُ إنَّهُ كان مُهَاجِرًا في ذلك جدًّا، والحَزْميُّ: بفَتْح الحَاء المُهْملَة وسُكُون الزَّاي، نِسْبةٌ إلى مَذْهَب أبي مُحَمَّد عليّ بن أحْمَد بن حَزْم.
أخْبرَني أبو جَعْفَر أحْمَد بن مُحَمَّد بن صَابِر، قال: أخْبَرَني مَنْ أثِق به أنَّ أحْمَد بن مُحَمَّد بن المُفَرِّج بن الرُّوميَّة كان جالِسًا في دُكَّانه بإشْبِيليَة يَبيع الحَشَائِشِ ويَنْسخ، فاجْتازَ به الأَمِيرُ أبو عَبْد اللّه بن هُوْد، سُلْطان الأنْدَلُسِ، فسلَّم عليه، فرَدَّ عليه السَّلامٍ، واشْتَغل بنسَاختِهِ ولَم يَرْفع إليه رأسه، فبَقِي وَاقِفًا يَنْتظر أنْ يَرْفع إليه رأسه ساعةً طَوِيلَةً، فلمَّا لم يَحْفل به سَاق فَرَسه ومَضَى.
قال لي ابن صَابر: وكان رَجُلًا صَالِحًا زَاهِدًا، وتُوفِّيَ بإشْبِيليَة سَنَة سَبْعٍ وثَلاثين وستِّمائة.