للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَتَبَ إلينا أبو الفُتُوح دَاوُد بن مَعْمَر القُرَشِيّ من أصْبَهَان، قال: أنبأنَا أبو سعد أحمد بن مُحَمَّد الوَاعِظ، عن أبي هاشِم مُحَمَّد بن الحسين الجُرْجَانِيّ، قال: أخْبَرَنا إسْمَاعِيْل بن مُحَمَّد بن عَبْد الله البُخاريّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُمَر بن القَاسِم، أبو عَبْدِ الله الفَقِيه ببُخَارَى، قال: أخْبَرَنا عُمَر بن مُحَمَّد بن إبْرَاهيم أبو بَكْر العَطَّار ببَغْدَاد، قال: حَدَّثَنَا أبو عِمْران مُوسَى بن سَهْل الجَوْنِيّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مُحَمَّد الأَذَنِيّ، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن حَمَّاد، قال: حَدَّثَنَا يوسف بن سَوَّار، قال: حَدَّثَنَا خَلَف بن خَلِيفَة، عن أبي هاشِم الرُّمَّانِيّ، عن مُحارِب بن دِثَار، عن أنَس بن مالِك (١)، قال: بَعَثَ رسُول الله صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم رَجُلًا من أصْحَابه يُقال له سَفِيْنَة بكتابٍ إلى مُعَاذ، إلى اليَمَن، فلمَّا صَارَ في الطَّريق إذا هو بسَبِعُ رَابض وسط الطَّريق فخاف أنْ يَجُوزَ، فتقَدَّم (a) إليه، فقال: أيُّها السَّبُعُ، إنِّي رسُولُ رسُولِ الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى مُعَاذ، وهذا كتاب رسُول اللهِ إلى مُعَاذ، فقام السَّبعُ فهَرْولَ قُدَّامَه غَلْوَةً، ثمّ هَمْهَم، ثمّ صَرَخَ، ثمّ تَنَحَّى عن الطَّريق، فمَضَى بكتاب رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى مُعَاذ. ثمّ رجع بالجَوَاب، فإذا هو بالسَّبعُ، فخافَ أنْ يَجُوز، فقال: أيُّها السَّبُعُ، إنِّي رسُولُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى مُعَاذ، وهذا جَوابُ كتاب رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم من مُعَاذ، فقَام السَّبعٌ فصَرَخَ، ثمّ هَمْهَم، ثمّ تَنَحَّى عن الطَّريق، فلمَّا قَدِمَ، أخْبَرَ رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تَدْري (b) ما قال أوَّل مَرَّة؟ قال: كيفَ رسُول الله وأبو بَكْر وعُمَر وعُثْمانُ وعليّ؟ وأمَّا الثَّانيَة فقال: أقْرِ رسُول الله وأبا بَكْر وعُمَر وعُثْمان وعليًّا وسَلْمَانَ وصُهيْبًا وبِلَالًا منِّي السَّلامَ.


(a) ابن عساكر: فيقوم.
(b) ابن عساكر: تدرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>