النَّهْدِيّ، أنَّ أبا مُوسَى الأشْعَرِيّ قال: كُنَّا مع رسُول الله - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في سَفَرٍ، فلمَّا دَنونا من المَدِينَة، كَبَّر النَّاسُ، ورَفَعُوا أصْوَاتَهُم، فقال رسُول الله - صَلّى اللهُ عليه سلَّ (١): يا أَيُّها النَّاسُ، إنَّكُم لا تَدْعُون أَصَمًّا ولا غَائِبًا، إنَّ الّذي تَدْعُونَهُ بينكم وبين أعْنَاق ركَابِكُم. ثمّ قال رسُول الله - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: يا أبا مُوسَى، ألَا أدُلُّكَ على كَنْزٍ من كُنُوز الجَنَّة؟ فقلتُ: ما هو؟ قال: لا حَوْلَ ولا قوّةَ إلَّا بالله.
شَابَكْتُ الشَّيْخَ أبا العبَّاسِ أحْمَد بن مَسْعُود بن شَدَّاد، وقال لي: شَابَكْتُ الشَّيْخَ عليّ بن مُحَمَّد البَاجَبَّاريّ النَّسَّاج، وقال لي: شَابَكْتُ الخَطِيبَ عليَّ بن عُمَرَ البَاعَوْزِيَّ خَطِيبَ باجَبَّارَا، وقال لي: رأيتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في المَنَام وقال: يا عَليُّ، شَابِكْني فشَابَكْتُهُ، ثمِّ قال: مَنْ شَابَكَني دَخَل الجَنَّة، ومنْ شَابَكَ مَن شَابَكني دَخَلَ الجنَّةَ، ومَنْ شَابَكَ منْ شَابكَ مَنْ شَابَكَنِي دَخَلَ الجنَّةَ إلى سَبْعَة.
سَمِعْتُ الشَّيْخ أبا عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ بن العَرَبيّ المَغْرِبيّ الحاتِمي بحَلَب، قَبْل اجْتِمَاعي بشَيْخنا أبي العبَّاس أحْمَد بن مَسْعُود، وقد شَابَكَني ورَوَى لي هذا المَنَام عنهُ، قال: تَمَّ لي في هذا المَنَام عَجِيْبَة، وذلك أنِّي كُنْتُ ببلادِ الرُّوم وغيرها من المُدُن، وكُنْتُ أَهُمُّ بمُشَابَكة جَمَاعَةٍ من النَّاسِ، فكأنَّ اللهَ يَمْنَعُني من ذلك، وكان ثَمَّ إنْسَانٌ أجْعَلُهُ أبدًا على خَاطِري لأشَابكَهُ، فلم يَتَيَسَّر ذلك لي.
أنْشَدَني أحْمَدُ بنُ مَسْعُود المَوْصِلِيِّ، قال: أنْشَدَني فارسٌ من فُرْسَان الفِرِنْج بأنْطَاكِيَةَ:
باللهِ رَبِّكُما عُوْجَا على سكَني … وعَاتِباهُ لعَلَّ العتْبَ يَعْطِفُهُ
وعَرِّضَا بي وقُوْلا في حَدِيثِكما … ما بَالُ عبْدِكَ بالهِجْرَانِ تُتِلفُهُ