للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو المُعَمَّر المُسَدَّد بن عليّ بن عَبْد الله، قال: حَدَّثَنَا القَاضِي أبو بَكْرِ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن بن عَمْرو الرَّحبِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبَو العبَّاسِ أحْمَدُ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد الشّيْرَازيّ، قال: سَمِعتُ أبا تُرَاب مُحَمَّد بن الحُسَين بطَرَسُوس، يقول: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن المُنْذِر بن سعيد النَّيْسَابُوريِّ، يقول: حضَرْتُ عند دَاوُد بن عليّ فذكَر مَسْأَلَةً، فقيلَ له: يا أبا سُليْمان، هذا قَوْلُ مَنْ هو؟ قال: هذا قَول مُطَّلبينا الّذي عَلَاهم بنُكَتِهِ، وقَهَرَهُم بأدِلَّته، وبايَنَهُم بشَهَامَتِه، التَّقيُّ في دينِهِ، الفَاضِلُ في نَفْسه، المُتَمسِّكُ بكتاب اللهِ، المُقْتَدي قدْوَة رسُولهِ - صلى الله عليه وسلم -، المَاحِي آثار - يعني - المُبْتَدِعين، الذَّاهبُ بخَيْرهم، الطَّامسُ لشَرِّهم، فأصْبَحُوا قال الله: (هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) (١).

أنْبَأنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن أبي الفَضْل، عن زَاهِر بن طَاهِر، عن أبي بَكْر البَيْهَقِيّ، قال: أخْبَرَنا الحاكم أبو عَبْد الله الحافِظ (٢)، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ - وذكَرَ أحْمَد بن مَنْصُور الشِّيْرَازيّ - فقال: يتَقَرَّبُ إليَّ بكُتُبٍ يكتُبها، وقد أدْخَل بمِصْر - وأنا بها - أحَادِيْثَ على جَمَاعَةٍ من الشُّيُوخ.

أخْبَرَنا أبو بَكْر عَبْد الله بن عُمَر، وعَبْد الرَّحمن بن عُمَر، في كتابَيْهما، قالا: أخْبَرَنا أبو الخَيْرُ القَزْوِينيّ، قال: أخْبَرَنا زاهِر بن طاهِر، قال: أنْبَأنَا أبَوَا بَكْر البَيْهَقِيّ والحِيْرِيّ، وأبَوا عُثْمان الصَّابُونِيّ والبَحِيْرِيّ، قالوا: أخْبَرَنا الحاكِم أبو عَبْد الله الحافِظ (٣)، قال: أحْمَد بن مَنْصُور بن مُحمُّد الحافِظ، أبو العبَّاسِ الشِّيْرَازيّ الصُّوْفيّ، وكان أحَدَ الرَّحَّالَة في طَلب الحَدِيْث، المُكْثرين من السَّمَاع والجَمْع، وَرَدَ علينا نَيْسَابُور سَنَة ثمانٍ وثَلاثين وثَلاثِمائة، وأقام عندنا سنين، وكُنْتُ أرَى معه مُصَنَّفاتٍ كَثِيْرةً في الشُّيُوخ والأبْوَاب، ورأيتُ له الثَّوْرِيّ وشُعْبَة في ذلك الوَقْت؛ ثمّ خَرَجَ إلى هَرَاةَ؛ إلى الحَسَن بن عِمْران، وانْحَدَر منها إلى أبي أحْمَد بن قُرَيشْ بمَرْو الرُّوذ، ودخَل مَرْو، وجَمعَ من الحَدِيْث ما لم يَجْمَعْهُ غيره، والّذي أتَوهَّمهُ أنَّهُ دخَلَ العِرَاق بعد مُنصَرفه


(١) سورة الكهف، من الآية ٤٥.
(٢) سؤالات الحاكم للدارقطني ٩٨.
(٣) لم يرد في تلخيص تاريخ نيسابور سوى اسمه، ونسبه إلى نيسابور لا شيراز.

<<  <  ج: ص:  >  >>