للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا بلاكَ اللهُ إنْ أحْـ … ـبَبْت (a) يَوْمًا بالَّذي بي

أنْشَدَني القَاضِي أبو مُحَمَّد الحَسَن بن إبْراهيم بن سَعيد بن الخَشَّاب الحَلَبِيّ، قال: أنْشَدَني الوَجِيْه بن أبي القَاسِم الحُنَيْك بحَلَب، قال: أنْشَدَني ابن مُنِير لنَفْسِه، وقد اجْتَمَعْتُ بالوَجِيْهِ بن الحُنَيْك في دار قاضي العَسْكَر مُحَمَّد بن يُوسُف بن الخَضِر وهو يُذاكرهُ بأقْطَاعٍ من شِعْر ابن مُنِير، فلا أتحقَّق هل كانت هذه الأبْيَات فيها أم لا؟ وهذه الأبْيَات مَدَحَ بها ابنُ مُنِير نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي، وقد كَسَر عَسْكَر الفِرِنْج بالرُّوْج وقَتَل مَلِكَهم البِرِنْس (١): [من الكامل]

صَدَم الصَّلِيبَ على صلَابةِ عُوْدِهِ … فتَفَرَّقَتْ أيْدِي سَبَا خَشَباتُهُ

وسَقى البِرِنْس وقد تَبَرْنَسَ ذِلَّةً … بالرُّوْج مُمْقِرَ ما جَنَتْ غَدَراتُهُ

تَمْشِي القَنَاةُ برأْسهِ وهو الّذي … نظَمَتْ مَدَارَ النَّيِّرين قَناتُهُ

قال لي القَاضِي أبو مُحَمَّد: قال لى ابنُ الحُنَيْك حين أنْشَدَني هذه الأبْيَات: ما يَقْدُر ابنُ عُوَيْدَان السَّقَّاء يقُول مثْلَ هذا؛ يعني: أبا الطَّيِّب المُتَنَبِيِّ.

حدثنى الحَكِيمُ نَافِع بن أبي الفَرَج بن نَافِعٍ الحلبِيُّ، وكان شَيْخًا مُسِنًّا، قال: كُنْتُ يَوْمًا مع أبي الحُسَين بن مُنِير وقد مرَّ به غُلَامُ حَسَنُ الصُّورَة يقال عُمَرُ بن بُوْبلَة، وكان من أحْسَن النَّاسِ وَجْهًا، وأدرَكْتُه أنا وقد هَرم وهو يَسْتَعْطي، قال: فناوَلَهُ ابنُ بُوْبلَة وَرْدَةً ومَضَى، قال: فارْتَجَل أبو الحُسَين بن مُنِير (٢): [من البسيط]

ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حَيَّاني بمُضْعَفةٍ … كأنَّما قُطِفَتْ من خَدِّ مُهدِيها

رقَّتْ فراقَتْ فأحْيَتْ قَلْبَ نَاشِقِهَا … كأنَّ عَبْقَةَ فيهِ أُفْرِغَت فيها


(a) الديوان: أضنيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>