للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونَبَذْتَني نَبْذَ الحصَاةِ مُضَيَّعًا … وُدًّا بَخِلتَ به على خُطَّابهِ

ما كانَ وصْلُكَ غيره هَجْعَة سَاهرٍ … غَضَّ الجفُونَ فريعَ في أُهبَابهِ

آهًا لهذا القَلْب كيفَ خَدَعْتَهُ … مُتَصَنِّعًا فسَكَنْتَ سِرَّ حجَابهِ

ولنَاظر كتبَتْ إليكَ جُفُونُه … خَبَرًا فما أحْسَنْتَ ردَّ جَوَابهِ

هذا هَوَاكَ محكم (a) ما ضَرَّهُ … ما قَطَّعَ الحُسَّادُ من أَسْبَابهِ

ومَكانُك المأْهُول لم يَحْلُلْ بهِ … أحَدٌ سِوَاكَ ولا أقام ببَابهِ

وأنا الّذي جَرَّبْتَهُ فوَجَدْتَّهُ … ماءً تُقِرّ النَّفْس باسْتِعْذَابهِ

فإنْ اسْتَقَمْت فأنْتَ أنْتَ وإنْ تَزغْ … فالبَغْيُ مَصْرعُه على أرْبَابهِ

أنْشَدَني الحَسَن بن أبي طَاهِر الحلَبِيُّ، قال: أنْشَدَني يَحْيَى بن سَعْد الحَرِيرِيّ، قال: أنْشَدَني أحْمَدُ بن مُنِير لنَفْسِهِ (١): [من الوافر]

إذا غَضِبَ الأنامُ وأنْتَ راضٍ … عليَّ فما أُبالِيَ مَنْ جَفَاني

وكيفَ أَذُمُّ للأيَّام فِعْلًا … وقد وَهَبَتْكَ يا كُلَّ الأمَانِي

فَقُل للحاسِدِيْنَ ثقُوا بكَبْتٍ … يَقودُكُم إلى دَرَك التَّفَاني

صَفَا وِرْدُ الصَّفَاءِ ورَقَّ رَوْحُ الـ … ـوَفَاء وأَيْنَعَت ثَمَرُ التَّدَاني

ووَاصَلَ من أُحبُّ فَبِتُّ منهُ … أَرُوْدُ اللَّحْظَ في رَوْضِ الجِنَانِ

ويا عَيْنَ الرَّقيْب سَخِنْتِ عَيْنًا … فما أغْنَى سُهَادُك (b) إذْ رَعَاني

وَصَلْتُ إلى مُنَايَ وأنتِ عَبْرَى … تُضَلِّلُكِ المَدَامعُ عن مَكَاني

فَمْن لَقِي الزَّمانَ بوجْهِ سُخْط … فإنِّي قد رَضِيْتُ على الزَّمان


(a) في الأصل: محكمًا، وأصلحه في الهامش.
(b) الديوان: شهَّادك.

<<  <  ج: ص:  >  >>