للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْشَدَنا أبو المَحَامِد إسْمَاعِيْل بنُ حَامِدِ القُوصِيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّه، قال: أنْشَدَني الأجَلُّ الرَّئِيسُ نَجِيْبُ الدِّين أبو العبَّاسِ أحْمَد بن يُمْن بن هَمَّام بن أحْمَد بن أحْمَد بن الحُسَين العُرْضِيّ بدِمَشْق لنَفْسِه: [من الطويل]

يقُولونَ لي: أَفْنَيْتَ دَمْعَكَ فاقْتَصِد … فمَنْ لي بَعِيْنٍ لا تَجِفُّ غُرُوبُها

ولي أَنّةٌ تبري الضُّلُوعَ منَ الجَوَى … وَلي كَبِدٌ لم أدر ماذا يُذيْبُها

قال لي: وأنْشَدَني لنَفْسِه أيضًا في الشَّيْب: [من البسيط]

ما كانَ أسْرَعَ ما وَلَّى الشَّبَابُ وما … جَاءَ المَشِيْبُ بجَيْشِ الوَهْنِ والهَرَمِ

وما تذكَّرتُ أيَّامًا مَضَيْنَ بِهِ … إلَّا بَكَيْتُ على سَاعَاتها بِدَمِي

قال لي: وأنْشَدَني لنَفْسِه في الشَّيْب أيضًا: [من الكامل]

لا أبْعَدَ اللهُ الشَّبَابَ فإنَّهُ … عَوْنٌ على السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ

ولطالَما قد كُنْتُ فيه مُنَعَّمًا … ما بين غَانِيَةٍ إلى حَسْنَاءِ

واليَوْمَ مُذْ وَخَطَ المَشِيْبُ بعَارِضِي … متَوقِّعٌ لشَماتةِ الأعْدَاءِ

قال أبو المَحَامِد القُوصِيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّه وأجازَهُ لي: وأنْشَدتُهُ يَوْمًا هذه الأبْيَات الرَّائِيَّة على سبيل المُذَاكَرَة: [من الكامل]

حَاشَى لفَضْلِكَ أنْ تُنيلَ مطَالبي … قَوْمًا سبَقْتُهُمُ إليكَ تَخيُّرَا

ويكُون حَظِّي في العَنَاءِ مُقَدَّمًا … عنهم وحَظِّي في العَطَاءِ مُؤَخَّرا

هطلَتْ عليهم مِن نَداكَ سَحَابةٌ … تُرْوِي البِلَادَ ولا تُبلُّ لي الثَّرَى

وسَرَيتُ قبلَهُمُ إلى أكْنَافِها … قَيد الصَّبَاح وما حَمدْتُ له السُّرَى

<<  <  ج: ص:  >  >>