للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرأتُ بخَطِّ القَاضِي أبي طَاهِر صالح بن جَعْفَر الهاشِميّ الحَلَبِيّ، في نَسَب بني صَلح بن عليّ (١): وقَدِمَ في فِتْنَة المُسْتَعِين أحْمَد المُوَلَّد مُحَاصِرًا لأهْل حَلَبَ، فلم يُجيْبُوه إلى ما أراد، وكان السَّفِيرُ بينَه وبينهم الحُسَين بن مُحَمَّد بن صالح بن عَبْد الله بن صالح، أبا عَبْد اللهِ (٢)، فلمَّا بايعُوا بعد ذلك للمُعْتَزِّ، وانْقَضَى أمْرُ المُسْتَعِين، ولَّاهُ أحْمَد المُوَلَّد جُنْدَ قِنَّسْرِيْن.

وذكَرَ أبو بَكْر الصُّوْلِيّ في كتاب الأوْرَاق: سَنَة تِسْعٍ وخَمْسِين ومَائتَيْن فيها عُقِدَ لأحمدَ المُوَلَّد على ديار رَبيعَةَ من قِبَل مُوسَى بن بُغَا في المُحَرَّم.

نَقَلْتُ من كتاب الأَحْدَاثِ تأليف أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الأزْهَر لأبي نَصْر الطَّائيّ، في سَنة خَمْسين، قال: وكان أحْمَدُ المُوَلَّد وُجِّهَ من سُرَّ مَنْ رَأى في جَمَاعَةٍ من الأتْراك لمُعَاوَنَة أيُّوبَ بن أحْمَد عند مُحَاربتهِ مُحَمَّد بن خَالِد بالسُّكَيْر، وأُتْبِعَ بسِيْمَا أَخي مُفْلح، وكان مِقْدَامًا سَفَّاكًا للدِّمَاء، فملئا أيْديَهُما من أمْوَال مُحَمَّد بن خَالِد وغيره من أمْوَال بني المُعَمَّر، ثمّ كَتَبَ إليهما فلَحِقَا صَفْوَان، فأقام سِيْما معه، ومَضَى أحْمَدُ المُوَلَّد إلى قِنَّسْرِيْن وحِمْصَ.

وقَتَل أحْمَدُ المُوَلَّدُ في طَريقه خَلْقًا كَثِيرًا، ثمّ وَافَى حِمْص، وبايَعَ مُؤَمِّلٌ وغُطَيْف (a) المُعْتَزَّ، فأقامَ أيَّامًا بحِمْص، ثمّ اغتالَ (b) غُطَيْفًا فضَربَ عُنُقَهُ صَبْرًا، ووجَّه برأسِه إلى سُرَّ مَنْ رَأى، ووَرَدَ الخَبرُ على المُعْتَزّ بفُتُوحِ أحْمَد المُوَلَّد، وتَوَجَّه في طَرِيقه إلى الشَّام


(a) في الأصل - في هذا الموضع فقط - بالعين المهملة، ثم بالإعجام فيما يليه، ويأتي بالمهملة أيضًا في بعض المصادر التي تناولت خبر أخذ البيعة للمعتز، المذكورة في أول الترجمة. وهو غُطيف بن نعمة الكلبي. انظر: تاريخ اليعقوبي ٢: ٣٤٩، تاريخ الطبري ٩: ٧٦ (وفيه: عطيف).
(b) غير واضحة في الأصل، وربما كانت: احتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>