قال: حَدَّثنَا مُحَمَّد بن مَخْلَد، قال: حَدَّثنَا عَبْدُ الله بن أحْمَد، قال: حَدَّثَني أبي، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الصَّمَد بن عَبْد الوَارِث، قال: حَدَّثنا أبو عَبْد الله الكَوَّاز، قال: حَدَّثَتْني مَولَاةُ الأحْنَف بن قَيْس أنَّها رأتِ الأحْنَفَ، وَرَآها تَقْتُل نَمْلَةً، فقال: لا تَقْتُليها، ثمّ دَعَا بكساءٍ فجلس عليه، فحَمِدَ الله وأثْنَى عليه، ثمّ قال: إنِّي أحرِج عليكنَّ لما خرجتُنَّ من داري فإنِّي أكْرَهُ أنْ تُقْتَلْنَ في دَارِي، قالت: فخرجْنَ فلم يبْقَ شيءٌ منهنَّ بعد ذلك اليَوْم ولا واحِدَة.
قال عَبْدُ اللّه: ورأيتُ أبي يَفْعَلُ مثْلَ ذلك، فرأيتُ النَّمْل قد خَرَجْن بعد ذلك نَمْلٌ كبار سُوْد، ولم أرَهُمْ بعد ذلك.
أخْبَرَنا أبو عَبْد الله بن إبْراهيم، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ بن الخُرَاسَانيّ، قال: أخْبَرَنا ابن المُذْهِب، قال: أخْبَرَنا القَطِيْعِيّ، قال: حَدَّثنَا عَبْدُ الله، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن زَنْجُوَيْه، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ المَلِك بن [عَبْد] المُتَعَال بن طَالِب، قال: حَدَّثنَا عَبْدُ الله بن وَهْبٍ، عن يَحْيَى بن أيُّوبَ، عن عُبَيْدِ الله بن زَحْر، عن سَعْد بن مَسْعُود، قال: قيل للأحْنف بن قَيْس؛ وكان سَيّدَ قَوْمه: ألَا يُضْرب عليك سُرَادِق؟ قال: ما سَمِعْتُ بالسُّرَادِق إلَّا في النَّار، واللهَ لا يُضْرَبُ عليَّ سُرَادِق أبدًا، قال: فما كان بَيْتُه إلَّا خُصّ من قَصَبٍ، حتَّى لقي الله عزَّ وجلَّ.
وقال: حَدَّثَنا عَبْدُ الله، قال: حَدَّثَنَا أبو عَمْرو الأزدِيّ نَصْرُ بن عليّ، قال: حَدَّثنَا نُوحُ بن قَيْسٍ، قال: حَدَّثنَا عَوْن العُقَيْلِيّ أنَّ رجُلًا قال للأحْنفِ: ما يَمنعُكَ أنْ تتَّخذ سُرَادِقًا؟ قال: لأنِّي سَمِعْتُ رَبِّى عزَّ وجَلَّ يقول: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}(١).