للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شُيُوخه يَحْيَى بن آدَم وبَقِيَّة بن الوَلِيد، ثمِّ قال: ومن أقْرَانه أحْمَد بن حَنْبَل، وإنَّما أراد الخَطيب الإخْبار عن أحْمَد بن حَنْبَل أنَّهُ من أقْرَان إسْحاق، لا أنَّ أحْمَد رَوَى عنهُ، والدَّلِيْل على أنَّ مُرَاد أبي بَكْر الخَطِيب ذلك قوله بعدَهُ: ولَمِ أرَ في أحَادِيْث البَغْدَاديِّيْن شيئًا أسْتَدلُّ بهِ على أنَّهُ حدَّث ببَغْدَاد، فلو كان أحْمَد روَى عنهُ كفاهُ ذلك دَلِيْلًا على أنَّهُ حَدَّثه إسْحاق ببَغْدَاد، فإنَّ اجْتِمَاعَهُ بأحمد كان ببَغْدَاد في سَنَةِ تِسْعٍ وتِسْعِين على ما ذَكَرناهُ عن مُحَمَّد بن يَحْيَى الذُّهْلِيّ في أثناءِ التَّرْجَمَة، وقَوْل الخَطِيب: ومن أقْرَانه أحْمَد ابن حَنْبَل، اتَّبع في هذا القَوْل أبا يَعْلَى الخلَيل بن عَبْد الله الحافِظَ، وقد ذَكَر إسْحاق بن رَاهَوَيْه في كتاب الإرْشَادِ (١) بما أخْبَرَنا بهِ أبو القَاسِم عبد الرَّحيم بن يُوسُف بن الطُّفَيْل بالقَاهِرَة المُعِزِّيَّةِ، قال: أخْبَرَنا الحافِظ أبو طَاهِر أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيّ، قال: سَمِعْتُ إسْمَاعِيْل بن عَبْد الجَبَّار المَاكيِّ يقول: سَمِعْتُ أبا يَعْلَى الخلَيلِ بن عَبْد الله الحافِظ يقول: أبو يَعْقُوب إسْحاق بن إبْراهيم الحَنْظَلِيِّ ابن رَاهَوَيْه، الإمَامُ المُتَّفَقُ عليه شَرْقًا وغَرْبًا، كان إمامَ هذا الشَّأْن؛ حِفْظًا وعِلْمًا وفِقْهًا، وفي العُلُوم كُلّها.

سَمِعَ ابن عُيَيْنَة، وعَبد الرَّزَّاق وأقْرَانَهُما من شُيُوخ مَكَّة واليَمَن والعِرَاق وخُرَاسَان، وشُيُوخه أكْثر من أنْ يُعَدُّوا، وكان يُقارن بأحمدَ بن حَنْبَل، أخْرَجَهُ البُخاريّ والأئمَّة كُلّهُم في الصِّحَاح، وآخر مَنْ أكْثر عنهُ مُحَمَّد بن إسْحاق السَّرَّاج، تُوفِّي سَنَة سَبْعٍ وثَلاثين ومَائتَيْن.

على أنَّهُ يُحْتمل أنْ يكُون أحْمَد رَوَى عنهُ على ما هو عَادهَ العُلَمَاء والحُفَّاظ من الرِّوَايَة عمَّن هو فَوْقه، وعمَّن هو مثْلُهُ، وعمَّن هو دُوْنَهُ، واللهُ أعْلَمُ.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَن الكِنْدِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (٢)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن الحُسَين القَطَّان، قال: أخْبَرَنا


(١) كتاب الإرشاد ٣: ٩٠٩ - ٩١٠.
(٢) تاريخ بغداد ٧: ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>