في مُحَمَّد بن مَنْصُور بن زِيَاد، ويَحْيَى بن خَالِد، وغيرهما، ومَرَاثٍ (a) لعُثْمانَ بن خُرَيْم، وكان يَتَألَّهُ ويتَدَيَّنُ.
وقال أبو حَاتِم السِّجِسْتَانيِّ: الخُرَيْميِّ أشْعَرُ المُوَلَّدِين. ورَوَى عنهُ شَيئًا من شِعْره أبو عُثْمان الجَاحِظُ (١)، وأحمد بن عُبَيْد بن نَاصِح، ذَكَرَا أنَّهما سَمِعَا منه.
أنْبَأنَا زَيْنْ الأُمَناء أبو البَرَكَات الحسَنُ بن مُحَمَّد، قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٢)، قال: إسْحاقُ بن حَسَّان بن قُوْهَى، ويُقال: قُوْهَى لَقَبُ حَسَّان، أبو يَعْقوب الخُرَيْمِيّ مَوْلاهُم المُرِّيّ، شَاعِرٌ مُتَقَدِّمٌ مَطْبُوعٌ مَشْهُورٌ، له دِيْوَان مَعْرُوفٌ، وأصْلُهُ من مَرْو الشَّاهِجَان؛ صُغْدِيٌّ، نَزَلَ الجَزِيْرَة والشَّام، وسَكَنَ بَغْدَادَ.
وبَلَغَني أنَّهُ قيل له: ما بَالُ شعْركَ لا يَسْمَعُه أحَدٌ إلَّا اسْتَحْسَنَهُ وقَبِلَهُ طَبْعُه؟ قال: لأنِّي لا أجَاذِبُ الكَلَام إلًّا أن يُسَاهلَني عَفْوًا، فإذا سَمِعَهُ إنْسَانٌ سَهُل عليه اسْتِحْسَانُهُ.
وبَلَغَني عن أبي العبَّاس المُبَرَّد، قال: كان أبو يَعْقُوب الخُرَيْميِّ، واسْمُه إسْحاق ابن حَسَّان، جَمِيل الشِّعْر، مَقْبُولًا عند الكُتَّابِ، له كَلَامٌ قَوِيٌّ، ومَذْهَبٌ مَبْسُوطٌ، وِكان يَرْجعُ إلى بَيْتٍ في العَجَم كَريْم، وكان رَجُلًا منِ أبناءِ الصُّغْد، وكان لهُ وَلاءٌ في العَرَب في غَطَفَانَ، وكان اتِّصَالُهُ بمَوْلاه ابن خُرَيْم المُرِّيّ الّذي يقال له خُرَيْمٌ النَّاعِمُ، وكان أبو يَعْقُوب على ظَرْفهِ يرجُع إلى إسْلامٍ، وإلىِ وَقَار، وذهَبَتْ عَيْنَاهُ بعد أنْ طلَعَ من السَّبْعينَ، وله فيهما مَرَاثِي جَيِّدة تَتَجاوز أهْل عَصْره، وأمْثَالٌ مَضْرُوبَةٌ، وقَنَاعَةٌ واعْتِصَامٌ.
(a) في الأصل: ومرَّات، وشدد الراء، والمثبت من تاريخ بغداد (مصدر النقل).