وَقَعَ إليَّ مُدْرَج بخَطِّ الشَّريف هَادِي بن إسْمَاعِيْل بن الحَسَن بن عليّ بن الحَسَن الحُسَيْنيّ، كَتَبَهُ ووَضَعَهُ وذهَّبَهُ للسُّلْطَان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه، في النَّسَب، فوَجَدْتُ فيه ذِكْر جَمَاعَة من بني صالح بن عليّ، وذَكَر فيهم إسْحاق بن صالح فقال: أُمُّهُ مَرْوَة، ويقال: تَوْفِيْق، أُمّ وَلَد صَاحِب الشَّام، له مُرُوءَة، وكان إذا رَكبَ الرَّشِيْدُ رَكب هو في زيٍّ أحْسَنَ منهُ، فحرصَ الرَّشِيْدُ على هَلَاكه، وأعَدَّ لهُ بِرْذَوْنًا جَمُوحًا في بابٍ ضَيِّق، وأمَرَهُ بركُوبه، فجذَبَهُ إسْحاقُ، فخافَهُ الرَّشِيْدُ، فقال له: أُخْرج عنِّي ووَلَّاهُ الشَّام.
وقَرَأتُ في كتاب مُشَجَّرة وَلد العبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهُ لأبي المُنْذِر عليّ بن الحُسَين بن طَرِيف النَّسَّابَة الكُوْفيّ (١)، بخَطِّ أبي الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن عليِّ العَلَويّ العُمَريّ المَعْرُوف بابنِ الصُّوْفيّ: أُمّ إسْحاق تُدْعَى تَوْفِيْق، وكان شَدِيد العَارِضَةِ، ذا مُرُوءَة، وكان الرَّشِيْدُ إذا رَكب، ركبَ هو بأحْسَن زيّ منه، فَحرصَ الرَّشِيْدُ على قَتْلهِ، فأَعَدَّ لهُ بِرْذَوْنًا جَمُوحًا في بابٍ ضيِّق، وأمَرَهُ بركُوبهِ، ثمّ قال له: ادخُل البَابَ، فجذَبَهُ إسْحاقُ فقطَعَهُ، فقال له الرَّشِيْد: أخْرُج عنِّي، ووَلَّاهُ اليَمَامَات (a).